التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش

          6009- قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي أويسٍ عبدِ الله، وأنَّه ابن أخت مالكٍ الإمامِ، و(سُمَيٍّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بوزن (عُلَيٍّ) المُصَغَّر، و(أَبُو صَالِحٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ اسمه ذكوانُ السَّمَّانُ الزَّيَّاتُ، و(أَبُو هُرَيْرَةَ): عبد الرَّحْمَن بن صخرٍ، على الأصَحِّ مِن نحو ثلاثين قولًا.
          قوله: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ): هذا الرجل لا أعرفه، وقد قَدَّمْتُ ذلك.
          قوله: (يَأْكُلُ الثَّرَى): تَقَدَّمَ أنَّه التراب النَّديُّ [خ¦173] [خ¦2363].
          قوله: (لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي): (الكلبَ): مَنْصُوبٌ [بدلٌ مِن (هذا)، و(هذا)] مفعولٌ، و(مِثْلُ): مَرْفُوعٌ فاعلٌ، وقد قَدَّمْتُ أنَّه يجوز العكسُ، فيقال: إنَّ (هذا)(1): هو الفاعل، محلُّه الرفع، و(مثلَ): صفة لمصدر محذوف؛ أي: مبلغًا مثلَ(2) [خ¦2363] [خ¦2466].
          قوله: (فَمَلَأَ خُفَّهُ): هو بهمزة مفتوحة في آخره.
          قوله: (فَشَكَرَ اللهُ لَهُ) أي: أثابه، وزكَّى ثوابه وضاعفه، وقيل: قَبِلَ عملَه، وقيل: أثنى عليه بذلك، وذكره لملائكته، قاله ابن قُرقُول، وقد تَقَدَّمَ [خ¦173] [خ¦652]، وفي «النهاية»: (في اسمه «الشكور»: هو الذي يزكو عنده القليلُ مِن أعمال العباد، فيضاعِف لهم الجزاءَ، فشكرُه لعباده(3): مغفرتُه لهم)، وقد تَقَدَّمَ.
          قوله: (ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) أي: صاحبةِ كَبِدٍ حيَّةٍ؛ لأنَّ [الميت] إذا مات؛ جفَّت جوارحُه، والحيُّ يحتاج إلى ترطيب كَبِده مِنَ العطش؛ إذ فيه الحرارةُ الموجبة له، وفي الحديث الآخر: «في كلِّ كَبِدٍ حرَّى أجرٌ»، (الحرَّى): (فَعْلَى) مِنَ (الحرِّ)؛ وهي تأنيث (حرَّان)، وهما للمبالغة؛ يريد: أنَّها لشدَّة حرِّها قد عطشَتْ ويبسَتْ مِنَ العطش؛ والمعنى: أنَّ في سَقْي كلِّ كَبِدٍ حرَّى أجرًا(4)، وقيل: أراد بـ(الكبد الحرَّى): حياةَ صاحبها؛ لأنَّه إنَّما تكون كبدُه حرَّى إذا كان فيه حياةٌ؛ يعني: في سَقْي كلِّ روح مِنَ الحيَوان، ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر: «في كلِّ كَبِدٍ حارَّة أجرٌ»، والحديث الآخر: «ما دخل جوفي ما يدخلُ جوفَ حرَّان كَبِدٍ»، وما جاء في حديث ابن عَبَّاس: (أنَّه نهى مُضارِبَه أن يشتريَ بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ)، وفي حديث آخرَ: «في كلِّ كَبِدٍ حرَّى رَطْبةٍ أجرٌ)، وفي هذه الرواية ضعفٌ، ذكر ذلك ابن الأثير، ثُمَّ قال: (فأمَّا معنى «رَطْبة»؛ فقيل: إنَّ الكَبِدَ إذا ظَمِئت؛ ترطَّبت، وكذا إذا أُلقِيَت على النَّار، وقيل: كنَّى بالرُّطوبة عَنِ الحياة، فإنَّ الميت يابسُ الكَبِدِ، وقيل: وصفها بما يؤول أمرُها إليه).


[1] في (أ): (من العطش) بدل (هذا)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.
[2] في (أ): (للعطش) بدل (لمصدر محذوف؛ أي: مبلغًا مثل).
[3] في (أ): (لعبادته)، والمثبت من مصدره.
[4] في (أ): (أجر)، ولعلَّ المُثبتَ هو الصَّوابُ.