التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئًا

          3923- قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّ هذا هو ابنُ المَدِينيِّ، الحافظُ الناقدُ، و(الْوَلِيدُ ابْنُ مُسْلِمٍ)، وهو عالمُ أهلِ الشام، و(الأَوْزَاعِيُّ): تَقَدَّم أنَّه أبو عَمرو عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمرو العالمُ، أحدُ الأعلام، تَقَدَّم مترجمًا، والكلام على نسبته هذه لماذا مطوَّلًا [خ¦78].
          قوله: (وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ): هذا هو محمَّدُ بنُ يوسفَ بنِ واقد الفِريابيُّ، تَقَدَّم مترجمًا، وتَقَدَّم الفرقُ بينه وبين محمَّدِ بنِ يوسفَ البُخاريِّ البِيكنديِّ [خ¦68]، وقد تَقَدَّم أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال فلانٌ) وفلانٌ المسندُ إليه القولُ شيخُه كهذا؛ فإنَّه يكون قد أخذه عنه في حال المذاكرة غالبًا [خ¦142]، وإنَّما أتى بهذا لعُلوِّه؛ لأنَّ السندَ الذي قبله بين البُخاريِّ وبين الأوزاعيِّ فيه اثنان، وهذا أعلى؛ بينه وبين الأوزاعيِّ واحدٌ، والله أعلم، و(الأوزاعيُّ): تَقَدَّم أعلاه ومرارًا غير هذه، و(الزُّهْرِيُّ): محمَّدُ بن مسلم ابن شهاب، تَقَدَّم مِرارًا، و(أَبُو سَعِيدٍ): هو الخُدْرِيُّ سعدُ بنُ مالك ابن سِنان، تَقَدَّموا.
          قوله: (جَاءَ أَعْرَابِيٌّ): هذا الأعرابيُّ لا أعرف اسمه، وقد تَقَدَّم ذلك أيضًا [خ¦1452].
          قوله: (وَيْحَكَ): تَقَدَّم الكلام على (ويح)، وأنَّها كلمة ترحُّمٍ لمن وقع في هلكةٍ لا يستحقُّها، وقيل غير ذلك [خ¦1452].
          قوله: (تَمْنَـِحُ): تَقَدَّم أنَّه بفتح النون وكسرها [خ¦227]، وقد تَقَدَّم الكلام على (المنيحة)، وعلى (تمنح) أيضًا [خ¦2567].
          قوله: (مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ): هو بالموحَّدة، والحاء المهملة، قال ابن قُرقُول: («مِن وراء البحار»، كذا للكافَّة، وعند أبي الهيثم: «من وراء التِّجَار» [خ¦2633]، وهو وَهَمٌ، وإنَّما هو «البحار»؛ أي: مِن وراء القرى والمدن)، انتهى.
          قوله: (لَنْ يَتِرَكَ): هو بفتح أوله، وكسر المثنَّاة فوق ثانيه، وفتح الراء والكاف التي للخطاب؛ أي: لن ينقصك، وقيل: لن يظلمك، يقال: وَتِرَه يَتِرَه، ومنه: {وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}[محمد:35]، والله أعلم، ورأيت بعضهم ضبطه أيضًا: (يَتْرُك) من التَّرْك، ولم أر أحدًا ذكره إلَّا هو.