التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة

          (بابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلعم وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ)... إِلَى (بَاب مَقْدَمِ النَّبِيِّ صلعم وَأَصْحَابِهِ الْمَدِينَةَ).
          تنبيهٌ: كانت الهجرةُ بعد العقبة بشهرين وليالٍ، وقال الحاكمُ: (بثلاثة أشهرٍ أو قريبًا منها).
          فائدةٌ: في «التِّرمذيِّ» مِن حديث جَرِير بن عبد الله ☺ عن النَّبيِّ صلعم قال: «إنَّ الله أوحى إليَّ: أيَّ هؤلاء الثلاثة نَزَلْتَ؛ فهي دارُ هجرتك؛ المدينة، أو البحرين، أو قِنَّسْرِين»، قال التِّرمذيُّ: هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه إلَّا مِن حديث الفضل بن موسى، تفرَّد به أبو عَمَّار، انتهى، وفي «الإكليل» للحاكم زيادة: فاختار المدينة، قال الذَّهبيُّ في ترجمة غَيلان بن عبد الله العامريِّ المذكور في سند التِّرمذيِّ في «الميزان»: إنَّه ما عَلِم عنه راويًا سوى عيسى بن عُبيد الكِنديِّ، ثُمَّ قال: (حديثُه مُنكَرٌ، ما أقدم التِّرمذيُّ على تحسينه؛ بل قال: غريبٌ)، ثُمَّ ذكر هذا الحديثَ الذي ذكرتُه آنفًا، وقد ذَكَرَ ابنُ حِبَّان هذا الشخصَ في «ثقاته»، وذكر له حديثًا في الهجرة غير هذا، والله أعلم، وأمَّا في «تلخيص المستدرك»؛ فقال الحاكمُ في هذا الحديث: (صحيح)، ولم يتعقَّبه الذَّهبيُّ، بل أقرَّه على ذلك.
          تنبيهٌ: جاء في حديثٍ موضوعٍ _كما قاله ابنُ عبدِ البَرِّ_ في المدينة: «وهي أحبُّ البلاد إلى الله»، انتهى.
          فائدة: رأيتُ في «المستدرك» _وعقَّبه بأنَّه صحيحٌ غريبٌ_ عن عليٍّ ☺: أنَّه ◙ قال لجبريل: «مَن يهاجر معي؟»، قال: أبو بكر، وقال مغلطاي في «سيرته الصغرى»: إنَّ جبريل أَمَرَ النَّبيَّ صلعم أن يستصحب أبا بكرٍ، وكأنَّه أخذه من حديث «المستدرك».
          واعلم أنَّ هجرتَه صلعم كانت في ربيع الأوَّل يوم الاثنين، وقيل: في صفر.
          قوله: (فَذَهَبَ وَهْلِي(1) إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ، أَوِ الهَجَرُ): وَهَل إلى الشيء يهِل _بالكسر_ وهْلًا؛ إذا ذهب وهمه إليه، وقد تَقَدَّم [خ¦601]، و(اليمامة): تَقَدَّم الكلام عليه [خ¦2745]، وكذا (هجر) [خ¦3157]، والله أعلم.
          قوله: (يَثْرِبُ): تَقَدَّم الكلام على (يثرب)؛ فانظره، وقد خاطبهم النَّبيُّ صلعم هنا بما يعرفون، وإلَّا فقد نَهَى عن تسميتها بذلك، والله أعلم.


[1] كذا في (أ)، و في «اليونينيَّة»: (وَهَلي)، وفي (ق) معًا.