التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كان يوم بعاث يومًا قدمه الله لرسوله فقدم رسول الله

          3777- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه حَمَّاد بن أسامة.
          قوله: (كَانَ يَوْمُ بُعَاثَ): تَقَدَّم أنَّه بضمِّ الموحَّدة، وبالعين المهملة المخفَّفة، وفي آخره ثاءٌ مثلَّثة في (كتاب العيدين)، وتَقَدَّم متى كان، وما وقع فيه [خ¦949]، وكان الظَّفَر فيه للأوس على الخزرج.
          قوله: (مَلَؤُهُمْ): هو مهموز؛ أي: جماعتُهم.
          قوله: (وَقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ): (وقُتِلت): مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله، و(السَّروات): جمع (سراة)، و(سَراة) جمع (سَريٍّ)؛ وهو الشريف، وقال السُّهيليُّ: (وكذلك لا ينبغي أن يقال في سَراة القوم: إنَّه جمع «سريٍّ» لا على القياس ولا على غير القياس؛ كما لا يقال ذلك في «كاهل القوم» و«سنام القوم»، والعجب كيف خفي هذا على النَّحْويين؟! قلَّد الخالف منهم السَّالف، فقال: «سراة» جمع «سَريٍّ»، ويا سبحان الله! كيف يكون جمعًا له وهم يقولون في جمع «سَراة»: سَروات؛ مثل: قَطاة وقَطوات؟! يقال: هؤلاء من سَروات الناس؛ كما يقال: من رؤوس الناس)، وأنشد بيتًا لقيس بن الخطيم، ثمَّ قال: (ولو كان «السَّراة» جمعًا؛ ما جُمِع؛ لأنَّه على وزن «فَعَلة»، ومثل هذا البناء في الجموع لا يُجمَع، وإنَّما «سَريٌّ» «فَعِيل» من السَّرو؛ وهو الشَّرف، فإن جُمِعَ على لفظه؛ قيل: سريٌّ وأسرياء؛ مثل: غنيٍّ وأغنياء، ولكنَّه قليلٌ وُجودُه، وقلَّة وجوده لا تدفع القياس فيه، وقد حكاه سيبويه)، انتهى، وقد قدَّمتُ هذا غير هذه المرَّة [خ¦425] [خ¦59/12-5087]، ولكن بَعُد العهد به، والله أعلم.
          قوله: (وَجُرِّحُوا): كذا هو في أصلنا مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله، من الجُرح، وفي نسخة في هامش أصلنا: (وخَرَجوا): مبنيٌّ للفاعل؛ من الخُروج، قال ابن قُرقُول: («وجَرِجُوا»؛ بجيمين، كذا للأصيليِّ؛ أي: اضطرب أمرُهم، يقال: جَرِج الخاتم؛ إذا جَال وقَلق، وعند غير الأصيليِّ: «وجُرِّحُوا»؛ مِنَ الجِراحة، وكذا للأصيليِّ ولجماعة رواة البُخاريِّ في «باب أيَّام الجاهليَّة» مِن غير خلاف [خ¦3846]، وعند ابن أبي صفرة في «المناقب»: «وحَرِجوا»؛ من الحَرَج وضيق الصَّدْر، وعند القابسيِّ وعُبْدُوس: «وخرجوا»؛ من الخُروج، و«جَرِجُوا» بجيمين أصوبُه)، انتهى، وفي «النِّهاية»: («وجَرِجُوا»: هكذا رواه بعضهم بجيمين مِنَ الجَرْجِ؛ الاضطراب والقلق، يقال: جَرِج الخاتم؛ إذا جَال وقَلق، والمشهور في الرواية: «جُرِحوا»؛ بالجيم والحاء؛ من الجراحة)، انتهى.