التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: قدم النبي وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر

          3919- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ): هو بكسر الحاء المهملة، وإسكان الميم، ثُمَّ مثنَّاة تحت(1)، ثُمَّ راء، وهو مصروفٌ، قال الغسَّانيُّ وغيرُه: (وفي نسخة القابسيِّ عن أبي زيد المروزيِّ في موضع «حِمْيَر»: «حُمَير»؛ بضمِّ الحاء، وفتح الميم، وهو تصحيفٌ)، والله أعلم. /
          قوله: (أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ): هو بفتح الواو، وتشديد السين المهملة، وفي آخره جيمٌ، مصروفٌ، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (أَشْمَطُ): (الشمط): بالشين المعجمة، وفي آخره طاء مهملة؛ اختلاط الشَّعر بالشيب، قاله الخليل، وقال أبو حاتم: (هو أن يعلوَ البياضُ في الشَّعر السوادَ)، وقال الأصمعيُّ: (إذا رأى الرجل البياض في رأسه؛ فهو أشمَطُ).
          قوله: (غيرَُ أَبِي بَكْرٍ): (غير): يجوز رفعها ونصبها، وهما ظاهران.
          قوله: (فَغَلَّفَهَا): هو بالغين المعجمة المفتوحة، ثُمَّ لام مشدَّدة، ثُمَّ فاء، قال في «المطالع»: (الرواية بشدِّ اللَّام _يعني: من (غلَّفها)_ قال ابن قتيبة: غلَف لحيته؛ خفيفٌ، ولا يقال: بالتشديد، وفي «العين»: غلَّف لحيته، قال ابن الأنباريِّ: وقول العامَّة: غلف لحيته بالغالية خطأ، والصواب: غلَّيتها بالغالية، قال الحربيُّ: في الحديث: كنت أُغلِّل لحية رسول الله صلعم بالغالية، قال الأصمعيُّ: تَغَلَّى بالغالية وتغلَّل؛ إذا أدخلها في لحيته وشاربه، وقال الفرَّاء: ولا يقال: تغلَّى)، انتهى، وفي «النِّهاية»: («كنتُ أغلِّف لحية رسول الله صلعم بالغالية»؛ أي: ألطخها، وأكثر ما يقال: غَلَف لحيته غَلْفًا، وغلَّفها تغليفًا...) إلى آخر كلامه، فذكر اللُّغتين؛ التخفيف والتشديد.
          قوله: (وَالْكَتَمِ): هو بفتح الكاف والمثنَّاة فوق، وبالميم، ويقال: بتشديد المثنَّاة فوق المفتوحة، والكتم: نبتٌ يُصبغ به الشَّعر، يكسر بياضه أو حمرته إلى الدُّهمة، وهو غير الوسمة، وقيل: هو الوسمة، وكان أبو عُبيدة يقول: الكتَّم: بتشديد التاء، ولم يأت على هذا المقال إلَّا خمس أو ستُّ أحرف مذكورة؛ أحدها: البقَّم، والكتَّم، وقد قدَّمتُ الكلام على (الكتم) قبل هذا، وأنَّه ليس بورق النيل؛ فاعلمه [خ¦3550]، والله أعلم.


[1] زيد في (أ): (ساكنة).