شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من بدأ بالحلاب أو الطيب عند الغسل

          ░6▒ بَابُ: مَنْ بَدَأَ بِالحِلَابِ أَوِ(1) الطِّيْبِ عِنْدَ الغُسْلِ.
          فيهِ: عَائِشَةُ: (كَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ(2) نَحْوَ الحِلَابِ فَأَخَذَ بِكَفِّهِ(3)، فَبَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الأيْمَنِ، ثمَّ الأيْسَرِ، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى(4) وَسَطِ رَأْسِهِ). [خ¦258]
          قال أبو سُلَيْمَانَ(5) الخَطَّابِيِّ: (الحِلَابِ): إناءٌ يَسَعُ حَلْبَةِ ناقةِ، وهو المِحْلَبُ _بكسر الميم_ فأمَّا المَحْلَبُ _بفتح الميم_ فهو الحَبُّ الطِّيب الرِّيح.
          قال المُؤَلِّفُ: وأظنُّ البخاريَّ جعل الحِلَاب في هذه الترجمة ضربًا مِن الطِّيب، فإنْ(6) كان ظنَّ ذلك فقد وهم، وإنَّما (الحِلَابِ): الإناء الَّذي كان فيه طيب النَّبيِّ صلعم الَّذي كان يستعمله عند الغُسْلِ.
          وفي الحديث: الحثُّ على استعمال الطِّيب عند الغُسْلِ تأسِّيًا بالنَّبيِّ صلعم.


[1] في (م): ((و)).
[2] زاد في (م): ((من)).
[3] في (م): ((بكفَّيه)).
[4] في (م): ((في)).
[5] قوله: ((أبو سليمان)) ليس في (م).
[6] في المطبوع: ((وإن)).