إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قدم رسول الله وأصحابه فقال المشركون: إنه يقدم عليكم

          4256- وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الوَاشِحِيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ _هُوَ ابْنُ زَيْدٍ_ عَنْ أَيُّوبَ) السَّختيانيِّ (عَنْ سَعِيدِ / بْنِ جُبَيْرٍ) الكوفيِّ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه (قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَأَصْحَابُهُ) مكَّة في عمرةِ القضيَّةِ (فَقَالَ المُشْرِكُونَ: إِنَّهُ) أي: الشَّأن (يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ‼ وَفْدٌ) بالفاء الساكنة، والرَّفع فاعل «يَقْدَم» أي: جماعةٌ، ولأبي الوقتِ ”وقد“ بالقاف المفتوحة، فالضَّمير في «إنَّه» للنَّبيِّ صلعم ، أي: أن يقدم عليكم ◙ والحالُ أنَّه قد (وَهَنَتْهُمْ) أي: الصَّحابة، ولابنِ عساكرٍ ”وَهَنَهم“ بحذف الفوقية بعد النون، أي: أضعفَهُم (حُمَّى يَثْرِبَ) فأطلعَ الله نبيَّه ╕ على ما قالوهُ (فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلعم أَنْ يَرْمُلُوا) بضم الميم (الأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ) الأُوَل؛ ليُري المشركين قوَّتهم بذلك (وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ) اليمانيَّين حيث لا يراهُم قريشٌ؛ إذ كانوا من قِبَل قُعَيْقِعَان وهو لا يُشرِفُ عليهما (وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ) السَّبعة (كُلَّهَا إِلَّا الإِبْقَاءُ(1) عَلَيْهِمْ) بكسر الهمزة، والرفع فاعل «لم يمنعهُ» أي: إلَّا إرادةُ الرِّفق.
          (وَزَادَ) وللأَصيليِّ ”قالَ أَبُو عبدِ اللهِ: وزادَ“ (ابْنُ سَلَمَةَ) حمَّادٌ، فيما وصله الإسماعيليُّ (عَنْ أَيُّوبَ) السَّختِيانيِّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) أنَّه (قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلعم ) مكَّة (لِعَامِهِ الَّذِي اسْتَأْمَنَ) أي: دخلَ في الأمانِ (قَالَ) لأصحابهِ: (ارْمُلُوا، لِيُرِيَ) ╕ (المُشْرِكِينَ) بضم الياء وكسر الراء، وفي «اليونينية» ”ليَرى المشركُونَ“ (قُوَّتَهُمْ، وَالمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ) أي: من جهة جبلِ (قُعَيْقِعَانَ) بضم القاف الأولى وكسر الثانية.
          وهذا الحديث سبق في «باب كيف كان بدء الرمل» من «الحجِّ» [خ¦1602].


[1] في (ص): «رفق».