إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما اعتمر النبي إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط

          4253- 4254- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ وابن عساكرٍ ”حَدَّثنا“ (عُثْمَانُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ) هو عثمانُ بنُ محمد بنِ أبي شيبةَ، واسم أبي شيبةَ: إبراهيمُ بن عثمانَ العبسيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) بفتح الجيم، ابنُ عبدِ الحميدِ الرَّازيُّ (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابنُ المعتمر (عَنْ مُجَاهِدٍ) هو ابنُ جبرٍ، أنَّه (قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ المَسْجِدَ) النَّبويَّ (فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ☻ جَالِسٌ) خبر «عبد الله» (إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ قَالَ) أي: عروةُ بن الزُّبيرِ، كما وقع التَّصريح به في مسلمٍ لابن عمر: (كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلعم ؟ قَالَ) ابنُ عمرَ: اعتمرَ (أَرْبَعًا، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ).
          (ثُمَّ سَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ) أي: حسَّ مرورِ السِّوَاكِ على أسنانِها (قَالَ عُرْوَةُ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسْمَعِينَ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ ”ألم تسمَعِي“ (مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ) هي كنيةُ ابنِ عمر (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ. إحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ؟ فَقَالَتْ: مَا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلعم عُمْرَةً إِلَّا وَهْوَ) أي: ابنُ عمرَ (شَاهِدُهُ(1)) أي: حاضرٌ معه (وَمَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ) وثبت قولهُ «عمرَةً» لأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ، ولم تُنكِر عائشةُ على ابنِ عمر إلَّا قوله: «في رجبٍ» وسكوتهُ يدلُّ على عدمِ تثبُّتهِ في ذلك، وحينئذٍ فلا يقالُ هنا: قول ابنِ عمر المُثْبَت مقدَّمٌ على نفي عائشةَ، كما لا يخفى.
          وهذا الحديثُ مرَّ في «باب كم اعتمر النبيّ صلعم » من «كتاب الحجِّ» [خ¦1776].


[1] في (ص) و(د): «شاهد».