إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: هؤلاء نزلوا على حكمك

          4121- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ) بالموحدة والمعجمة المشددة، بندَارٌ‼ العَبْديُّ البَصريُّ قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) محمَّد بنُ جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (عَنْ سَعْدٍ) بسكون العين، ابنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمن بن عوفٍ، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ) أسعد، أو سعدَ بن سهل بنِ حُنيفٍ الأنصاريَّ (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ) سَعد بن مالكٍ (الخُدْرِيَّ ☺ يَقُولُ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ) من حصنِهم (عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ) بعدَ أن حاصرهُم خمسةَ عشرَ يومًا أشدَّ الحِصار ورُموا بالنَّبل، وكان سعدٌ ضعيفًا، وكان قَد دعا الله أن لا يميتَه حتَّى يشفِي صدرَه من بني قُريظة (فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلعم إِلَى سَعْدٍ، فَأَتَى عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا) قَرُب (مِنَ المَسْجِدِ) الذي كان أعدَّه النَّبيُّ صلعم في بني قُرَيظة أيَّام حصارِهم. وقال في «المصابيح»: إنَّ قوله: من المسجدِ، متعلِّقٌ بمحذوفٍ، أي: فلما دنا آتيًا من المسجدِ، فإن مجيئَه إلى النَّبيِّ صلعم كان من مسجدِ المدينةِ (قَالَ) ╕ (لِلأَنْصَارِ: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ) سَعد بنِ معاذٍ (أَوْ) قال: (خَيْرِكُمْ) بالشَّكِّ من الرَّاوي، ولأبي ذرٍّ ”أو أخيركُم“. زاد في «مسند أحمد» عن عائشة ♦ : «فأنزلوه» (فَقَالَ) النَّبيُّ صلعم له: (هَؤُلَاءِ) بنو قُريظة (نَزَلُوا) من حصونِهم (عَلَى حُكْمِكَ) فيهم (فَقَالَ) سَعدٌ: يا رسولَ اللهِ (تَقْتُلُ) منهم بفتح الفوقية الأولى وضم الثانية (مُقَاتِلَتَهُمْ) وهم الرِّجال (وَتَسْبِي) بفتح الفوقية وكسر الموحدة (ذَرَارِيَّهُمْ) بتشديد التحتية، وهم النِّساء والصِّبيان (قَالَ) النَّبيُّ صلعم : (قَضَيْتَ) فيهم (بِحُكْمِ اللهِ، وَرُبَّمَا قَالَ) ╕ : (بِحُكْمِ المَلِكِ) بكسر اللام، شكَّ الرَّاوي في أيِّ اللَّفظين قال ╕ / ؛ وهما بمعنًى.
          والحديثُ مرَّ في «باب إذا نزل العدوُّ على حكمِ رجل» [خ¦3043].