إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك

          3883- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهَدٍ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان (عَنْ سُفْيَانَ) الثَّوريِّ، أنَّه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بن عُمَيْرٍ) بضمِّ العين مُصغَّرًا، قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الحَارِثِ) بن نوفل بن الحارث بن عبد المطَّلب قال: (حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ☺ ) أنَّه (قَالَ لِلنَّبِيِّ صلعم : مَا أَغْنَيْتَ(1) عَنْ عَمِّكَ) أبي طالبٍ، أي: أيَّ شيءٍ دفعته عنه؟ (فَوَاللهِ) كذا في الفرع وغيره، والذي في «اليونينيَّة» و«النَّاصرية»: ”فَإِنَّهُ“ (كَانَ يَحُوطُكَ) يصونك / ويحفظك ويذبُّ عنك (وَيَغْضَبُ لَكَ، قَالَ) ╕ : (هُو فِي ضَحْضَاحٍ) بفتح الضَّادين المعجمتين وحاءين مُهمَلتين أولاهما ساكنةٌ، يبلغ كعبه (مِنْ نَارٍ) وأصله ما رقَّ من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين، فاستُعير(2) للنَّار (وَلَوْلَا أَنَا) شفعت فيه (لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) أي: أقصى قعرها، وقال ابن مسعودٍ ☺ : «الدَّرك الأسفل توابيتُ من حديدٍ مُقفَلةٌ في النَّار»، وقال أبو هريرة ☺ : «بيتٌ يُقفَل عليهم تتوقَّد فيه النَّار من فوقهم ومن تحتهم».
          وهذ الحديث أخرجه أيضًا في «الأدب» [خ¦6208]، ومسلمٌ في «الإيمان».


[1] في (م): «لقيت»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[2] في (ص): «واستعير».