إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام

          3854- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بندارٌ العبديُّ قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَر) محمَّد بن جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ)‼ بن الحجَّاج (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عمرٍو السَّبيعيِّ (عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ) بفتح العين، الأوديِّ(1) المُخضرَم (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلعم ) بغير ميمٍ في «بينا» (سَاجِدٌ) عند الكعبة (وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ) وهم السَّبعة المدعوُّ عليهم بعدُ (جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ) أشقاهم (بِسَلَا جَزُورٍ) بفتح السِّين المُهمَلة (فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صلعم ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ) ابنته ( ♀ فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ) الشَّريف (وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ) ذلك، وفي رواية «إسرائيل» [خ¦520] «فأقبلت تسبُّهم» (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم ) لمَّا رفع رأسه من السُّجود وفرغ من الصَّلاة: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ المَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ) أي: الزم جماعتهم وأشرافهم، أي: أهلِكْهم (أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ) واسمه عمرٌو، فرعون هذه الأمَّة (وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ) بضمِّ العين وسكون الفوقيَّة، وفي «اليونينيَّة»: الرَّفع والنَّصب بتقدير: أعني، ونحوه (وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ) أخا عتبة (وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، أَو أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ _شُعْبَةُ) بن الحجَّاج هو (الشَّاكُّ_) في ذلك، والصَّحيح: أنَّه أميَّة كما في «كتاب الصَّلاة» [خ¦520] لأنَّ أبيًّا قتله النَّبيُّ صلعم يوم أُحُدٍ، قال ابن مسعودٍ ☺ : (فَرَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَأُلْقُوا) بضمِّ الهمزة (فِي بِئْرٍ) هناك تحقيرًا لشأنهم، ولئلَّا يُتأَذَّى بريحهم (غَيْرَ أُمَيَّةَ) ولأبي ذرٍّ زيادة: ”ابن خلفٍ“ (أَو أُبَيٍّ) بالشَّكِّ (تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، فَلَمْ يُلْقَ فِي البِئْرِ).
          وهذا الحديث سبق في أواخر «الوضوء» [خ¦240].


[1] في (م): «الأزديِّ»، ولعلَّه تحريفٌ.