إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: خير الأنصار بنو النجار وبنو عبد الأشهل

          3790- وبه قال: (حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ) بسكون العين (الطَّلْحِيُّ) بالطَّاء المفتوحة والحاء المكسورة المهملتين بينهما لامٌ ساكنةٌ، الكوفيُّ، وثبت «الطَّلحيُّ» لأبي ذرٍّ، قال: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ) بن عبد الرَّحمن النَّحويُّ (عَنْ يَحْيَى) بن أبي كثيرٍ صالحٍ، اليماميِّ الطَّائيِّ، أنَّه قال: (قَالَ أَبُو سَلَمَةَ) بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبُو أُسَيْدٍ) بضمِّ الهمزة وفتح المُهمَلة، السَّاعديُّ ☺ (أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: خَيْرُ الأَنْصَارِ _أَو قَالَ: خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ_ بَنُو النَّجَّارِ) من الخزرج، والشَّكُّ من الرَّاوي (وَبَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ) من الأوس (وَبَنُو الحَارِثِ) من الخزرج (وَبَنُو سَاعِدَةَ) من الخزرج أيضًا(1)، ووقع التَّعبير هنا بالواو، وفي رواية أنسٍ السَّابقة [خ¦3789] بـ «ثمَّ»؛ كرواية أبي حُميدٍ اللَّاحقة [خ¦3791] وفيه إشعارٌ بأنَّ الواو قد تفيد التَّرتيب، قال ابن هشامٍ في «مغنيه»: وقول السِّيرافيِّ: _إنَّ النَّحويِّين واللُّغويِّين أجمعوا على أنَّها لا تفيد التَّرتيب_ مردودٌ، بل قال بإفادتها إيَّاه قطرب والرَّبعيُّ والفرَّاء وثعلبٌ وأبو عمر(2) الزَّاهد وهشامٌ والشَّافعيُّ. انتهى. وتعقَّبه الشَّيخ بهاء الدِّين‼ السُّبكيُّ: بأنَّ الشَّافعيَّ ☺ لم ينصَّ على إفادتها للتَّرتيب، وإنَّما أخذوه من قوله بالتَّرتيب في الوضوء، وليس بأخذٍ صحيحٍ، قال: ونقل جماعةٌ التَّرتيبَ عن أبي حنيفة أيضًا، وإنَّما أخذوه من قوله إذا قال لغير المدخول بها: أنت طالقٌ وطالقٌ وطالقٌ؛ تقع واحدةً، وليس بأخذٍ(3) صحيحٍ؛ لأنَّ الواحدة إنَّما وقعت فقط؛ لأنَّها بانت قبل نطقه بالمعطوف، فلم يُبقِ محلًّا للطَّلاق، ونقل ابن عبد البرِّ في «التَّمهيد»: أنَّ بعض أصحاب الشَّافعيِّ ☼ حكى في كتاب «الأصول»: أنَّ الكسائيَّ والفرَّاء يقولان بأنَّها للتَّرتيب، وقال القرافيُّ: المشهور عنه أنَّها للتَّرتيب؛ حيث يستحيل الجمع، وظاهر هذا النَّقل أنَّها عنده للمعيَّة إلَّا لمانعٍ فتكون للتَّرتيب. انتهى. ويحتمل أن يُفهَم التَّرتيب هنا من التَّقديم لا من مُجرَّد الواو.
          وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الأدب» [خ¦6053]، ومسلمٌ في «الفضائل»، والنَّسائيُّ في «المناقب».


[1] «أيضًا»: ليس في (ص) و(م).
[2] في كل الأصول: «أبو عمرو» وهو وهمٌ والتصويب من كتب التراجم، وهو المعروف بغلام ثعلب.
[3] في (ب) و(س): «بمأخذٍ».