إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب

          3663- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكمُ بنُ نافعٍ قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابنُ أبي حمزةَ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بنِ مسلمِ ابن شهابٍ أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) ثبت: اسمُ الجدِّ لأبي ذرٍّ (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: بَيْنَمَا) بالميم (رَاعٍ) لم يُسَمَّ (فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ) بالعين والدال المهملتين، خبرُ المبتدأ الذي هو «راعٍ» الموصوف بقوله: «في غنمه» (فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي) ليأخُذَها منه (فَالتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ) له: (مَنْ لَهَا) أي: للغنم (يَوْمَ السَّبُـْعِ) بضمِّ الموحَّدة، وقيل: بسكونها (يَوْمَ لَيْسَ لَهَا) عند الفتن حين يتركُها الناسُ هَمَلًا (رَاعٍ) يرعاها (غَيْرِي؟) وقيل غير ذلك ممَّا سبق في حديث «بني إسرائيل» [خ¦3471] (وَبَيْنَا) بغير ميم، ولأبي ذرٍّ: ”وبينما“ بالميم (رَجُلٌ) لم يُسَمَّ (يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا) بتخفيف الميم، وفي «بني إسرائيل»: «يسوق بقرة إذ ركبها(1) فضربها» (فَالتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا) التحميل (وَلَكِنِّي) سقطت الواوُ لأبوي ذرٍّ والوقت (خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ) وفي «بني إسرائيل» [خ¦3471] «فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنَّما خلقنا للحَرْث» والحصرُ في ذلك غيرُ مرادٍ اتِّفاقًا (قَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”فقال“ (النَّاسُ) متعجِّبينَ: (سُبْحَانَ اللهِ!) زاد في «بني إسرائيل»: «بقرة تتكلَّم» (فَقَالَ)، كذا في «الفرع»، وفي «اليونينية»: ”قال“ (النَّبِيُّ صلعم : فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ) النطق الصادر من البقرة، والفاء فيه جوابٌ لشرط(2) محذوفٍ تقديرُه: فإذا كان الناس يتعجَّبون منه ويستغربونه؛ فإنِّي لا أتعجَّبُ منه ولا أستغربُه وأؤمنُ به أنا (وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ☻ ) سقط(3) «ابن الخطاب» لأبي ذرٍّ، وزاد في «بني إسرائيل»: «وما هُما ثَمَّ» وعند ابن حِبَّان من طريق محمَّد بن عمرو(4) عن أبي سلمة عن أبي هريرة في آخره في القصتين: «فقال الناس: آمنا بما آمنَ به رسولُ الله صلعم ».
          وسبق حديث الباب في «المزارعة» [خ¦2324] و«بني إسرائيل» [خ¦3471].


[1] في (م): «أدركها» بدل: «إذ ركبها».
[2] في (ص): «جواب شرط»، وفي (م): «لجواب شرط».
[3] في (د) و(ب): «وسقط».
[4] في كل الأصول: «عمر»، والتصويب من مصادر التخريج و«كتب الرجال».