إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع

          3677- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذَرٍّ: ”حدَّثنا“ (الوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ) النخاسُ _بالخاء المعجمة_ الفلسطينيُّ، وثَّقه أبو حاتمٍ وغيرُه، ولم يكتب عنه أحمدُ؛ لأنَّه كان من أصحاب الرَّأي، وليس(1) له في «البخاري» إلَّا هذا الحديث، وسيأتي إن شاء الله تعالى مِن وجه آخر في «مناقب عمر» [خ¦3685] قال: (حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ) بنِ أبي إسحاق السَّبيعيُّ بفتح المهملة وكسر الموحَّدة، أخو إسرائيل قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحُسَيْنِ) بضمِّ العين في الأوَّل وكسرها في الثَّاني وضمِّ الحاء في الثَّالث، ولأبي ذَرٍّ: ”أبي حسين“ (المَكِّيُّ) النوفليُّ (عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبدِ اللهِ بنِ عُبيدِ الله؛ بضمِّ عين الثاني (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه (قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ(2)) بلام التَّأكيد المفتوحة (فِي قَوْمٍ، فَدَعَوُا اللهَ) ولأبي الوقت(3): ”يَدْعُوا(4) الله“ بتحتيَّة بدل الفاء وسكون الدَّال وضمِّ العين (لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَقَدْ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ) لمَّا مات، والجملةُ حاليَّةٌ مِن «عمر» (إِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي قَدْ وَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى مَنْكِبِي يَقُولُ) لعمرَ بنِ الخطَّابِ: (رَحِمَكَ اللهُ) بصيغة الماضي، ولأبوي ذَرٍّ والوقت والأَصيليِّ: ”يرحمُك الله“ (إِنْ كُنْتُ لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ) النَّبيِّ صلعم وأبي بكرٍ‼ ☺ ، تُدفَنُ معهما (لِأَنِّي كَثِيرًا) اللام للتَّعليل، أو مؤكِّدةٌ، و«كثيرًا» ظرفُ زمانٍ، وعاملُه «كان» تقدَّم عليه (مِمَّا) بزيادة «من» أو التَّقدير(5): أجد كثيرًا ممَّا، وللأَصيليِّ: ”ما“ (كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: كُنْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) عطفٌ على المرفوع المتَّصل بدون تأكيدٍ ولا فاصل، وفيه / خلافٌ(6) بين البصريِّين والكوفيِّين، قيل: والحديث يردُّ على المانع، ولكن في رواية الأَصيليِّ: ”كنتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ“ بالفصل، فالعطفُ حينئذٍ على الضَّمير بعدَ تأكيدِه، واستُغني بهذه الرِّواية عن الإحالة على الرِّواية الآتية إن شاء الله تعالى في «مناقب عمر» [خ¦3685] إذ فيها العطف مع التَّأكيد (وَفَعَلْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَانْطَلَقْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَإِنْ كُنْتُ) كذا في «اليونينيَّة» وغيرِها ممَّا وقفتُ عليه من النُّسخ المعتمدة: «فإنْ(7) كنت»؛ بالفاء وسكون النُّون، وأمَّا الفرع فالذي فيه: ”وإنِّي كنت“؛ بواو وبعد النُّون المكسورة المشدَّدة تحتيَّة (لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَهُمَا) في الحجرة (فَالتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ) أي: القائلُ (عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ) ☺ .
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة من حيث إنَّه يدُلُّ على فضيلة الصدِّيق كما لا يخفى.


[1] في (ص) و(م): «ليس».
[2] في (ص): «لأقف».
[3] في (ب): «ذر».
[4] في (ب): «يدعون».
[5] في (ص) و(م): «والتقدير».
[6] في (م): «كلام».
[7] في (م): «فلو».