الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب لعق الأصابع ومصها قبل أن تمسح بالمنديل

          ░52▒ (باب: لَعْقِ الأَصَابِع ومَصِّهَا...) إلى آخره
          قالَ القَسْطَلَّانيُّ: أي: استحبابه. انتهى.
          وقالَ الحافظُ: قوله: (قبل أنْ تَمْسَح...) إلى آخره، كذا قيَّده بالمنديل، وأشار بذلك إلى ما وقع في بعض طرق الحديث، كما أخرجه مسلم عن جابر بلفظ: ((فلا يمسح يده بالمنديل...)) إلى آخره، لكن حديث جابر المذكور في الباب الَّذِي يليه صريحٌ في أنَّهم لم يكن لهم مناديلُ، ومفهومه يدلُّ على أنَّهم لو كانت لهم مناديل لمسحوا بها، فيحمل حديث النَّهي على مَنْ وَجد، وأمَّا قوله في التَّرجمة: (ومصِّها) فيشير إلى ما وقع في بعض طرقه عن جابر أيضًا، وذلك فيما أخرجَه ابنُ أبي شَيبة مِنْ رواية أبي سفيان عنه بلفظ: ((إذا طَعِمَ أحدُكم فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَمُصَّهَا)) وذكر القفَّال في «محاسن الشَّريعة» أنَّ المراد بالمنديل هاهنا المنديلُ المعدُّ لإزالة الزُّهومة لا المنديلُ المعدُّ للمسح بعد الغسل. انتهى.
          قال أيضًا في فوائد الحديث: وفي الحديث ردٌّ على مَنْ كَرِه لعْق الأصابع استقذارًا، نعم يحصل ذلك لو فعله في أثناء الأكل، لأنَّه يعيد أصابعه في الطَّعام وعليها أثر ريقِه، قالَ الخطَّابيُّ: عاب قومٌ أفسد عقلَهم الترفُّهُ فزعموا أنَّ لعق الأصابع مُسْتَقْبَحٌ، كأنَّهم لم يعلموا أنَّ الطَّعام الَّذِي علق بالأصابع أو الصَّحْفَة جزء مِنْ أجزاء ما أكلوه، إلى أن قال: ووقع في حديث كعب بن عجرة عند الطَّبَرانيِّ في «الأوسط» صفةُ لعق الأصابع ولفظه: ((رأيت رسول الله صلعم يأكل...)) الحديث، وفيه: (([ثمَّ] رأيته يلعق أصابعه الثَّلاث: الوسطى ثمَّ الَّتي تليها ثمَّ الإبهام)) قال شيخنا في «شرح التِّرمذيِّ»: كأنَّ السرَّ فيه أنَّ الوسطى أكثرُ تلويثًا، لأنَّها أطوَلُ. انتهى مختصرًا.