الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: المؤمن يأكل في معى واحد

          ░12▒ (باب: المؤمنُ يأكل في مِعًى واحد...) إلى آخره، هذه التَّرجمة مكرَّرة في جميع «النُّسخ الهنديَّة والمصريَّة» مِنَ المتون والشُّروح، غيرَ الكرمانيِّ ففيها لم تتكرَّر هذه التَّرجمة.
          قالَ القَسْطَلَّانيُّ: كذا ثبت لأبي ذرٍّ، وسقط ذلك للباقين، وهو أَولى إذ لا فائدة في إعادته. انتهى. وبه جزم الحافظان ابنُ حَجَر والعَينيُّ.
          والأوجَهُ عندَ هذا العبدِ الضَّعيفِ: أَّنه لمَّا ثبتت / التَّرجمة مكرَّرة في أكثر النُّسخ كما تقدَّم، فحينئذٍ هو مِنَ الأصلِ الثَّاني والعشرين مِنْ أصول التَّراجم، والغرضُ مِنَ التَّرجمةِ الأولى التَّحريض على تقليل الطَّعام للمؤمن، والغرض مِنَ التَّرجمةِ الثَّانية التَّنبيه على أنَّ المؤمن ليس مِنْ شأنه إلَّا أن يأكل لسدِّ الجوع، فإنَّه اختُلف في معنى الحديث على عشرة أقوال بُسطت في «الأوجز»، السَّابع منها ما قالَ القُرْطُبيُّ: شهوات الطَّعام سبع: شهوة الطَّبع والنَّفس والعين والفم والأذن والأنف وشهوة الجوع، وهي الضَّروريَّة يأكل بها المؤمن، وأمَّا الكافر فيأكل بالجميع. انتهى.
          ولا يبعد أيضًا أن يكون التَّرجمة مِنَ الأصلِ الرَّابع والخمسين، كما نبَّهتُ عليه في مقدِّمة «اللَّامع» في هذا الفصل. انتهى مِنْ «هامش اللَّامع».
          وذَكر المعانيَ العديدةَ للحديث بالبسط في «هامش النُّسخة الهنديَّة»، فارجع إليه لو شئت.
          وأفاد صاحب «الفيض» أنَّ المراد مِنْ مِعًى تدويرُه،(1) وفي الطِّبِّ أنَّه ستُّ تدويرات، سَمَّوا كلًّا منها باسمٍ، فأين تلك السَّابعة؟! وقد أجاب عنه الطَّحاويُّ في «مُشْكِلِه» أنَّ السَّابعة هي المعدة، أُطلق عليها مِعًى تغليبًا، وحاصل الحديث أنَّ الكافر يأكل الكثير والمؤمنُ القليلَ. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((تدويرة)).