الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب النهس وانتشال اللحم

          ░18▒ (باب: النَّهْس(1) وانتشَالِ اللَّحْم)
          قالَ العلَّامةُ القَسْطَلَّانيُّ في(2) النَّهْس(3): بفتح النُّون وسكون الهاء بعدها سين مهملة في الفرع وأصله، وبالمعجمة في غيرهما، والانتشال: استخراج اللَّحم مِنَ المَرَق قبل نُضْجِه، واسم ذلك اللَّحم: النَّشيل. والنَّهْس: القبض عليه بالفم وإزالته مِنَ العظم أو غيره بعد الانتشال، وقيل: النَّهس_بالمهملة_: الأخذ بمقدَّم الفم، وبالمعجمة: بالأضراس. انتهى.
          والأوجَهُ عندَ هذا العبدِ الضَّعيفِ: أنَّ الغرض مِنْ هذا الباب ندبُ النَّهس إشارة إلى رواية التِّرمذيِّ: ((انهشوا اللَّحم نهشًا فإنَّه أهنَأُ وأَمْرَأ)).
          وقال الحافظ: لعلَّ البخاريَّ أشار بهذه التَّرجمة إلى تضعيف الحديث الَّذِي سأذكره في الباب الَّذِي يلي الباب الَّذِي بعد هذا في النَّهي عن قطع اللَّحم بالسِّكِّين. انتهى.
          قلت: وهذا ليس بواضح؛ بل هذا الغرض الَّذِي ذكره الحافظ هاهنا هو الغرض مِنَ الباب الآتي، أعني: (باب: قطع اللَّحم بالسِّكِّين) فأشار [الإمام] البخاريُّ بهذا الباب إلى تضعيف ما أخرجه أبو داود مِنْ حديث عائشة مرفوعاً: ((لا تقْطَعُوا اللَّحْمَ بالسِّكِّين فإنَّه مِنْ صَنِيع الأعاجم...)) الحديث، وهذا الحديث ضعيف جدًّا، وقد أورده ابن الجَوزيِّ في «الموضوعات» وقال: قال أحمد: ليس بصحيح، وأبو معشرٍ ليس بشيء، كما في «هامش أبي داود».
          وقالَ(4) العينيُّ: قال النَّسائيُّ: أبو معشر له أحاديثُ مناكيرُ، منها هذا، وقال ابن عديٍّ: لا يتابَع عليه وهو ضعيف. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((النهش)).
[2] قوله: ((في)) ليس في (المطبوع) وإرشاد الساري.
[3] في (المطبوع): ((النهش)).
[4] في (المطبوع): ((قال)).