إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قرأ النبي {النجم} فسجد فما بقي أحد إلا سجد

          3853- وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عمرٍو السَّبيعيِّ (عَنِ الأَسْوَدِ) بن يزيد النَّخعيِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلعم النَّجْمَ) في رمضان سنة خمسٍ من البعثة كما قال الواقديُّ (فَسَجَدَ)(1) بعد فراغه من قراءتها (فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ) من المسلمين والمشركين (إِلَّا سَجَدَ) معه المسلمون لله، وغيرهم لآلهتهم؛ لأنَّها أوَّل سجدةٍ نزلت فأرادوا معارضة المسلمين بالسُّجود لآلهتهم (إِلَّا رَجُلٌ) وهو أميَّة بن خلفٍ كما في «سورة النَّجم» [خ¦4863] عند المؤلِّف، فلم يسجد (رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًا فَرَفَعَهُ) إلى وجهه (فَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا يَكْفِينِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ) بالبناء على الضَّمِّ، أي: بعد ذلك (قُتِلَ كَافِرًا بِاللهِ) تعالى يوم بدرٍ، ومطابقة الحديث للتَّرجمة في عدم سجود هذا المذكور؛ إذ في مخالفته نوع أذًى على ما لا يخفى. وهذا الحديث سبق في أبواب «السُّجود» [خ¦1067] ويأتي إن شاء الله تعالى في «التَّفسير» [خ¦4863].


[1] قوله: «في رمضان سنة خمسٍ من البعثة كما قال الواقديُّ فَسَجَدَ» سقط من (ص).