التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: مات صغيرًا ولو قضي أن يكون بعد محمد نبي

          6194- قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد الله بن نُمَيْر، و(مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ): هو بكسر المُوَحَّدة، وإسكان الشين المُعْجَمَة، و(إِسْمَاعِيلُ) بعده: هو ابن أبي خالد، و(ابْنُ أَبِي أَوْفَى): قال الدِّمْيَاطيُّ: (عبد الله بن أبي أوفى علقمةَ ابنِ الحارث) انتهى، وقد تَقَدَّمَ أنَّ (أبا أوفى) صَحَابيٌّ؛ كابنه عبد الله.
          قوله: (رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ النَّبِيِّ صلعم؟): (رأيتَ): بفتح تاء الخطاب، وهذا ظاهِرٌ؛ لأنَّ إسماعيلَ تابعيٌّ.
          قوله: (قَالَ: مَاتَ صَغِيرًا): تَقَدَّمَ متى وُلِد، وكم عاش، ومتى تُوُفِّيَ، ☺ [خ¦1303].
          قوله: (وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ نَبِيٌّ؛ عَاشَ ابْنُهُ...) إلى آخره: (قُضِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، قال ابن عَبْدِ البَرِّ في «الاستيعاب» في ترجمة إبراهيم بن النَّبيِّ صلعم، لمَّا ذكر هذا الحديث؛ قال: (هذا لا أدري ما هو، وقد وَلَد نوحٌ مَن ليس بنبيٍّ، وكما يلد غيرُ النبيِّ نبيًّا؛ فكذلك يجوز أن يَلِدَ النبيُّ غيرَ نبيٍّ، والله أعلم، ولو لم يَلِد النَّبيُّ إلَّا نبيًّا؛ لكان كلُّ أحدٍ نبيًّا؛ لأنَّه مِن وَلَدِ نوحٍ ◙، وآدمُ صلعم نبيٌّ مكلَّم، وما أعلم في ولده لصُلبه نبيًّا غير شيث) انتهى، وقال شيخنا في (الكسوف): (ما يُروى عن بعض المتقدِّمين: «لو عاش إبراهيمُ؛ لكان نبيًّا» باطلٌ)، انتهى.
          وكذا تَقَدَّمَ أيضًا عن أنس مثلُ كلام ابن أبي أوفى، وهو في «مسند أحمد»، وقد رأيتُ بخطِّ الحافظ أبي إسحاق بن الأمين ما لفظه: (الدَّارَقُطْنيُّ: حدَّثنا إبراهيم بن حَمَّاد القاضي وأبو الحسن أحمد بن مُحَمَّد الكاتب قالا: حدَّثنا مُحَمَّد بن يحيى الحُنَينيُّ(1): حدَّثنا الحارث بن رجب الضَّبِّيُّ عن أبي شيبة، عَنِ الحكم، عن مِقْسَم، عَنِ ابن عَبَّاس قال: قال رسول الله صلعم: «لو عاشَ إبراهيمُ؛ لكانَ صِدِّيقًا نبيًّا، ولم أسترقَّ قِبْطيًّا»)، انتهى، وهو في «ابن ماجه»، فيه أبو شيبة؛ وهو إبراهيم بن عثمان، أبو شيبة العبسيُّ الكوفيُّ، قاضي واسط، وجدُّ أبي بكر ابنِ أبي شيبة، يروي عن خاله الحكم بن عتيبة وغيرِه، كذَّبه شعبة؛ لكونه روى عَنِ الحكم عَنِ ابن أبي ليلى أنَّه قال: (شهد صِفِّينَ مِن أهل بدرٍ سبعون)، قال شعبة: (كذب والله، ذاكرتُ الحكم، فما وجدنا شهد صِفِّين أحدٌ مِن أهل بدرٍ غير خزيمةَ)، انتهى، وهذا الكلام متعقَّبٌ، فما شهدها عليٌّ وعمَّار؟! وقد روى عثمان الدارميُّ عَنِ ابن معين: (ليس بثقة)، وقال أحمد ابن حنبل: (ضعيف)، وقال البُخاريُّ: (سكتوا عنه)، وقال النَّسائيُّ: (متروك)، تُوُفِّيَ بعد الستين ومئة، أخرج له التِّرْمِذيُّ وابن ماجه، والله أعلم.


[1] كذا في (أ) مقيَّدًا بإهمال الحاء مع ضمِّها، وفي مصدره: (الخُنيسي)، ولعلَّه هو الصواب؛ انظر «الإكمال» ░3/257▒، «توضيح المشتبه» ░3/123▒، أمَّا الحُنينيُّ؛ فهو محمد بن الحسين بن موسى، انظر «الإكمال» ░3/95▒، «توضيح المشتبه» ░3/369▒.