مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}

          ░15▒ باب {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا} [التوبة:51]
          وقال مجاهد: {بِفَاتِنِينَ} [الصافات:162]: مضلين، إلى آخره.
          ثم ساق حديث عائشة أنها سألت رسول الله صلعم عن الطاعون... الحديث.
          وهو بشرى لهذه الأمة من الصابرين، منهم المحتسبين. وهذه الآية حجة على من يقول بخلق الأفعال؛ لأنه لم يجعل لفتنتهم تأثير، إلا من كتب الله تعالى أنه يصلى الجحيم. واحتج بها مالك في كتاب الجهاد من ((المدونة)).
          قوله: {قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى:3] أي: الأنعام لمراتعها، قال الفراء: أي قدر خلقه فهدى. قيل: هدى الذكر من البهائم لإتيان الأنثى. وقيل: هدى ثم قدر لقوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل:81].
          والطاعون: الموت من الوباء، قاله أهل اللغة وقد سلف بيانه.
          ومعنى هذا الباب: أن الله تعالى أعلم عباده أن ما يصيبهم في الدنيا من الشدائد والمحن والضيق، والخصب والجدب، أن ذلك كله فعل الله، يفعل من ذلك ما يشاء لعباده، ويبتليهم بالخير والشر، وذلك كله مكتوب في اللوح المحفوظ، ولا فرق في هذا بين جماعة الأمة من قدري وسني، وإنما اختلفوا في أفعال العباد الواقعة منهم على ما سلف قبل.
          وهذه الآية إنما جاءت فيما أصاب العباد من أفعال الله تعالى، التي اختص باختراعها دون خلقه، ولم يقدرهم على كسبها دون ما أصابوه مكتسبين له مختارين.