مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: المعصوم من عصم الله

          ░8▒ باب المعصوم من عصم الله تعالى
          فيه حديث أبي سعيد الخدري، عن النبي صلعم قال: ((ما استخلف خليفة... الحديث)).
          البطانة: خواص الرجل، ووزراء الملك.
          وغرض (خ) في هذا الباب إثبات الأمور لله تعالى، فهو الذي يعصم من نزغات الشيطان، ومن شر كل وسواس خناس من الجنة والناس، وليس من خليفة ولا أمير إلا والناس حوله رجلان: رجل يريد الدنيا والاستكثار منها، فهو يأمره بالشر ويحضه عليه ليجد به السبيل إلى انطلاق اليد على المحظورات، ومخالفة الشرع، ويوهمه أنه لم يقتل ويغصب، ويخف الناس، لم يتم له شيء ولم يرض، فسياسة الله لعباده ببسط العدل، وبحمد الأيدي، وإن في ذلك صلاح البلاد والعباد، ولا يخلو سلطان أن يكون في بطانته رجل يحضه على الخير، ويأمره به؛ لتقوم به الحجة عليه من الله في القيامة، والمعصوم من الأمراء من عصمه الله، لا من عصمته نفسه الأمارة بالسوء، بشهادة الله عليها الخالق لها {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا} [النساء:87].
          قال والدي ⌂:
          (باب وكان أمر الله قدرا مقدورا).
          قوله: (أختها) الأخت أعم من أخت القرابة إذ المؤمنات أخوات نهى المرأة أن تسأل الرجل طلاق زوجته لينكحها ويصير لها من نفقته / ومعاشرته ما كان للمطلقة فعبر عن ذلك باستفراغ الصحفة مجازاً مر في النكاح.
          قوله: (سعد) أي ابن عبادة.
          فإن قلت: ذكر في الجنائز وهاهنا ابنها وفي كتاب المرضى البنت؟ قلت: قال ابن بطال: هذا الحديث لم يضبطه الراوي فأخبر مرة عن صبي وأخرى عن صبية.
          قوله: (حبان) بكسر المهملة وشدة الموحدة وبالنون و(عبد الله بن محيريز) بضم الميم وفتح المهملة وبالراء بين التحتانيتين وبالزاي الجمحي بضم الجيم وفتح الميم وبالمهملة و(السبي) أي: جواري مسبيات و(العزل) هو نزع الذكر من الفرج وقت الإنزال و(النسمة) بفتحتين النفس و(كتب [الله]) أي قدر الله أن يخرج من العدم إلى الوجود مر في آخر البيع.
          قوله: (سفيان) أي: الثوري و(الأعمش) سليمان و(أبو وائل) شقيق و(إن كنت) هي مخففة من الثقيلة يعني: أنسى شيئاً ثم أتذكره فأعرف أنه ذلك بعينه.
          قوله: (أبو حمزة) بالمهملة والزاي محمد السكري و(سعد بن عبيدة) مصغر العبدة ختن أبي عبد الرحمن عبد الله السلمي بضم المهملة و(ينكت) أي: يضرب برأسه و(يتكل) أي: يعتمد على ما قدره الله في الأزل ويترك العمل فقال لا إذ كل أحد ميسر لما خلق له ويجره القضاء إليه قهراً، وحاصله أن الواجب عليكم متابعة الشريعة لا تحقيق الحقيقة، والظاهر لا يترك للباطن، ومر مباحثه في الجنائز في باب موعظة المحدث.
          قوله: (حبان) بكسر المهملة وشدة الموحدة و(خيبر) بالمعجمة والراء لا بالمهملة والنون و(حضر القتال) بالرفع والنصب و(اسم الرجل) قزمان بضم القاف وسكون الزاي و(الجراح) جمع جراحة و(أثبتته) أي: أثخنته وجعلته ساكناً غير متحرك و(يرتاب) أي: يشك في الدين لأنهم رأوا الوعد شديداً.
          قوله: (أبو غسان) بفتح المعجمة وشدة المهملة محمد و(أبو حازم) بالمهملة والزاي سلمة و(غناء) بالمد والفتح يقال أغنى عنه غناء فلان أي: ناب عنه وأجزأ مجزأة وما فيه غناء ذاك أي: الاضطلاع والقيام عليه و(الغزوة) هي غزوة خيبر و(الذبابة) بضم المعجمة وبالموحدتين الطرف.
          فإن قلت: في الحديث السابق أنه نحر نفسه بالسهم وهاهنا قال بالذبابة؟ قلت: لا منافاة لاحتمال استعمالهما كليهما مر مراراً.
          قوله: (إنما الأعمال) أي اعتبار الأعمال لا يثبت إلا بالنظر إلى الخاتمة أي: عاقبة حال الشخص هي المعتبر عند الله، ولهذا لو كان كافراً وأسلم عند الموت فهو من أهل الجنة والعكس في العكس، وفي الحديث معجزة لرسول الله صلعم.
          قوله: (عبد الله) ابن مرة بضم الميم وشدة الراء الهمداني.
          فإن قلت: النذر التزام قربة فلم يكون منهيًّا؟ قلت: القربة غير منهية لكن التزامها منهي إذ ربما لا يقدر على الوفاء.
          قوله: (لا يرد) فإن قلت: الصدقة ترد البلاء وهذا التزام الصدقة؟ قلت: لا يلزم من رد الصدقة رد التزامها.
          الخطابي: هذا باب غريب من العلم وهو أن ينهى عن الشيء أن يفعل حتى إذا فعل وقع واجباً وفي لفظ إنما يستخرج دليل على وجوب الوفاء بالنذر.
          قوله: (بشر) بالموحدة المكسورة وسكون المعجمة و(همام بن منبه) بكسر الموحدة و(قدرته) بصيغة المتكلم وفي بعضها: قدر به بلفظ المجهول الغائب والجار والمجرور.
          فإن قلت: الترجمة مقلوبة إذ القدر يلقي العبد إلى النذر لقوله يلقيه القدر؟ قلت: هما صادقان إذ بالحقيقة القدر هو الموصل وبالظاهر هو النذر، لكن كان الأولى في الترجمة العكس ليوافق الحديث إلا أن يقال أنهما متلازمان.
          قوله: (خالد الحذاء) بفتح المهملة وشدة المعجمة وبالمد و(أبو عثمان النهدي) بفتح النون وسكون الهاء وبالمهملة عبد الرحمن و(أبو موسى) هو عبد الله بن قيس.
          قوله: (غزاة) أي: خيبر و(شرفا) بفتح المعجمة والراء والفاء مكاناً عالياً و(اربعوا) بفتح الموحدة أي: ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم يقال ربع الرجل إذا وقف ويحبس و(أصم) وفي بعضها أصمًّا ولعله باعتبار التناسب وفي (لا حول ولا قوة) خمسة أوجه من جهة النحو وهو من التنازع / على لفظ بالله وهي كلمة استسلام وتفويض ومعنى الكنز فيه أن له ثواباً مدخراً نفيساً كالكنز فإنه من نفائس مدخراتكم.
          قوله: (لا عاصم) قال تعالى: {لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} [هود:43] أي: لا مانع وقال: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة:36] أي: مهملاً متردداً في الضلالة، وقال تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس:10] أي أغواها.
          فإن قلت: ما وجه مناسبة الآيتين بالترجمة؟ قلت: بيان أن من لم يعصمه الله كان سدى وكان مغوى.
          قوله: (عبدان) بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالمهملة والنون و(البطانة) بكسر الموحدة الصاحب (الوليجة) المشاور وفي لفظ يأمره دليل على أنه لا يشترط في الأمر العلو ولا الاستعلاء.
          الزركشي:
          (أوإنكم تفعلون) بفتح الواو وكسر ((إن)).
          (عبدان عن أبي حمزة) بحاء مهملة.
          (ثنا حبان بن موسى) بكسر الحاء بعدها موحدة.
          وحديث أبي هريرة في الجارح سبق في الجهاد.
          (باب إلقاء النذر العبد إلى القدر) هو بنصب ((العبد))، وبينه قوله في الباب الآخر: ((لكن يلقيه القدر إلى النذر))، ويروى: ((باب إلقاء العبد النذر))، برفع ((النذر)).
          (ابن آدم) بالنصب.
          (النذر) بالرفع.
          (اربعوا) بهمزة وصل؛ أي: ارفقوا، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (يلقيه القدر) بالفاء والقاف، واختلف في النذر فقيل مكروه مطلقاً وقيل خلاف الأول مطلقاً وقيل قربه مطلقاً، وقيل: أن كان منجراً فهو مستحب وإن كان معلقاً فلا يستحب، والسبب في كراهة النذر أن بعض الجهلة يظن أن النذر يراد القدر ويمنع من حصول المقدور فنهى عنه خوفاً من جاهل يعتقد ذلك.