الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء.

          3647- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ): أي: المديني، قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): أي: ابن عُيينة قال: (حَدَّثَنَا أَيُّوبُ): أي: السِّختياني (عَنْ مُحَمَّدٍ): أي: ابن سيرين، قال: (سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ☺، يَقُولُ: صَبَّح): بفتح الصاد المهملة وتشديد الموحدة؛ أي: حصل (رَسُولُ اللَّهِ صلعم خَيْبَرَ بُكْرَةً): بضم الموحدة وسكون الكاف؛ أي: في أول النهار.
          وجملة: (وَقَد خَرَجُوا بِالمَسَاحِي) حالية مقرونة بالواو وقد، و((المَساحِي)) بفتح الميم وكسر الحاء المهملة، جمع مسحَاة (فَلَمَّا رَأَوْهُ): أي: رسول الله (قَالُوا: مُحَمَّدٌ والخَمِيسُ): برفع ((محمد والخميس)) خبر لمحذوف نحو هذا، أو فاعل لفعل محذوف نحو جاء ((والخميس)) أي: الجيش المجعول خمسة أخماس ميمنة وميسرة، ومقدمة وساقة وقلب، وضبط الخميس في الأصول بالرفع والنصب.
          (وَأَحَالُوا): بالحاء المهملة؛ أي: وتحولوا (إِلَى الحِصْنِ): أي: حصنهم (يَسْعَوْنَ): بفتح العين والجملة حالية، ولأبي ذرٍّ عن الحموي والمستملي: <فأجالوا> بالفاء والجيم، من الجولان (فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلعم يَدَيْهِ): بالتثنية، ونقل الكرمانيُّ عن البُخاري أنه قال: لفظ ((فرفعَ النَّبي يديه)) غريبٌ وأخشى ألا يكون محفوظاً.
          (وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ): بكسر الراء؛ أي: ستخرب (خَيْبَرُ): وعبر بالماضِي تفاؤلاً بالوقوع (إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ): بالمد (صَبَاحُ المُنْذَرِينَ): وتقدَّم هذا الحديث في الجهاد مع الكلام عليه مبسوطاً.