الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث عائشة: كان رسول الله إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه

          2688-وبالسند قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ) بكسر الفوقية؛ أي: المِروَزيُّ المجاورُ بمكَّةَ، قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ) أي: ابنُ المبارَكِ، قال: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ) أي: ابنُ يزيدَ الأَيليُّ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) أي: ابنِ شِهابٍ، قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عُرْوَةُ) أي: ابنُ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِّ (عَنْ عَائِشَةَ ♦، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ) أي: تطييباً لقلوبِهنَّ (فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا) أي: الذي باسمِها منهنَّ (خَرَجَ بِهَا) أي: بالتي خرَجَ سهمُها (مَعَهُ وَكَانَ) أي: النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلامُ (يَقْسِمُ) أي: في الحضَرِ، بفتح التحتية (لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا) وهذا أقلُّ نُوَبِ القَسْمِ، ثم يومَين وليلتَين، ثم ثلاثاً.
          (غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ) بفتح الميم وسكونها، ♦ (وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ) ♦ (زَوْجِ النَّبِيِّ صلعم).
          وجملة: (تَبْتَغِي) بفوقيتين مفتوحتين بينهما موحدة ساكنة؛ أي: تطلُبُ (بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ صلعم) وسبق الحديثُ في الهِبةِ مع الكلامِ عليه بأبسَطَ مما هنا، والغرضُ منه هنا قولُه: ((أقرَعَ بين نسائه)).