الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب سؤال الحاكم المدعي هل لك بينة؟قبل اليمين

          ░19▒ (باب سُؤَالِ الْحَاكِمِ) وفي بعض الأصول: <الإمامِ> بدَلَ ((الحاكم)) (الْمُدَّعِيَ) بتشديد الدال المفتوحة وكسر العين وفتح الياء؛ لأنه مفعولُ سؤالِ المصدر المضافِ لفاعلِه، وظهورُ الفتحةِ على الياء هو ما في اليونينيَّةِ وكثيرٍ من الأصول، ووقع في بعضٍ آخرَ: بإسكان الياء على تقديرِ الوقفِ عليها، أو على لغةِ مَن قال: أعطِ القوسَ باريْها، فافهَمء.
          (هَلْ لَكَ بَيِّنَةٌ) أي: تشهدُ بما تدَّعيه، و((بيِّنةٌ)) بالرفع، مبتدأٌ مؤخَّرٌ، و((لك)) متعلِّقٌ بمحذوفٍ، خبرُ ((بيِّنةٌ))، ولك رَفعُها بـ (لك) لاعتمادِه على الاستفهام، بل هو مذهبُ المحقِّقين من النَّحَويِّين كابنِ مالكٍ.
          (قَبْلَ الْيَمِينِ) أي: الحَلِفِ بالله، والظرفُ متعلِّقٌ ((بسؤال)) والمرادُ: سؤالِ الحاكمِ المدَّعيَ البيِّنةَ قبل عَرضِ اليمينِ على المدَّعى عليه.
          قال في ((الفتح)): ولا يصِحُّ حَملُه على المدَّعي، بأنْ يطلُبَ منه الحاكمُ يمينَ الاستِظهارِ، بأنَّ بينتَه شَهِدَتْ له بحقٍّ؛ لأنه ليس في حديثِ الأشعثِ تعرُّضٌ لذلك، بل فيه ما قد يُتمسَّكُ به في أنَّ يمينَ الاستظهار غيرُ واجبةٍ، انتهى.
          وتقدَّمَ في بابِ كلامِ الخصوم تعريفُ المدَّعي والمدَّعى عليه، والاختلافُ في ذلك وما يترتَّبُ عليه.