إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

معلق إسحاق: إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلها مائة عام

          6552- 6553- (قَالَ) المؤلِّف بالسَّند السَّابق إليه: (وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بن رَاهُوْيَه: (أَخْبَرَنَا المُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ) المخزوميُّ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ) بضم الواو وفتح الهاء، ابن خالد ابن عجلان الباهليُّ مولاهم، أبو بكر البصريُّ (عَنْ أَبِي حَازِمٍ) هو سلمةُ بن دينار الأعرج، المدنيِّ القاصّ(1) مولى الأسود بن سفيان، وأمَّا أبو حازمٍ في الحديث السَّابق [خ¦6551] فهو سلمان الأشجعيُّ، وهما مدنيَّان تابعيَّان ثقتان، لكن سلمة أصغر من سلمان (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) السَّاعديِّ ☺ (عَنْ رَسُولِ اللهِ صلعم ) أنَّه (قَالَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً) بلام التَّأكيد، وفي التِّرمذيِّ من حديثِ أسماء بنتِ يزيد أنَّها سِدرةُ المنتهى (يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا) في ذراها وناحيتها (مِئَةَ عَامٍ، لَا يَقْطَعُهَا) أي: لا ينتهي إلى آخر ما يميلُ من أغصانها.
          (قَالَ(2) أَبُو حَازِمٍ) سلمة بن دينار، بالسَّند المذكور: (فَحَدَّثْتُ بِهِ) بالحديث المذكور (النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ) بالتَّحتية والمعجمة، الزُّرقيَّ التَّابعيَّ المدنيَّ (فَقَالَ: حَدَّثَنِي) ولأبي ذرٍّ: ”أَخْبرني“ بالخاء المعجمة وبالإفراد فيهما (أبُو سَعِيدٍ) الخدريُّ ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ) الفرس (الجَوَادَ) بفتح الجيم والواو المخففة‼؛ لأنَّه يجودُ بالرَّكض يقال: جاد الفرسُ إذا صارَ فائقًا، والجمع: جيادٌ وأجوادٌ، وقيل: الجيادُ الطَّويلة الأعناقِ، من الجِيْدِ، ولأبي ذرٍّ: ”الجوادُ“ بالرَّفع صفة لـ «راكب» (المُضَمَّرَ) بضم الميم وفتح الضاد المعجمة والميم المشددة، الَّذي يُعلف(3) حتَّى يسمنَ ثمَّ يُردُّ إلى القوتِ، وذلك في أربعين ليلة، ولأبي ذرٍّ: ”أو المُضمَّر“ بزيادة «أو» (السَّرِيعَ) في جريهِ (مِئَةَ عَامٍ، مَا يَقْطَعُهَا) والجوادُ وما بعدَه نصبَ في الفرعِ كأصله، فالأوَّل منصوبٌ باسم الفاعل، و«المضمَّر» اسمُ مفعول منصوبٌ صفةٌ لـ «لجوادِ» وكذا «السَّريع». وقال في «الفتح»: و«الجواد» وما بعده في روايتنا بالرَّفع صفةٌ لـ «لرَّاكب» وضُبط في «صحيح مسلم» بنصب الثَّلاثة على المفعوليَّة، وقال في «المصابيح»: وعند الأَصيليِّ(4) برفعها.


[1] في (ع) و(د): «القاضي».
[2] في (ع) و(د): «وقال».
[3] في (د): «التي تعلف».
[4] في (ع): «الإسماعيلي»، والمثبت موافق لما في المصابيح.