إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب الصبر عن محارم الله

          ░20▒ (باب الصَّبْرِ عَنْ(1) مَحَارِمِ اللهِ) ╡، والصَّبر على المواظبةِ على فعل الواجباتِ، والصَّبرُ: حبس النَّفْس على المكروه، وعقد اللِّسان عن الشَّكوى، والمكابدة في تحمُّله، وانتظار الفرج. وقال ذو النُّون: الصَّبر التَّباعدُ عن المخالفاتِ، والسُّكون عند تجرُّع غُصص البليَّة، وإظهار الغِنى مع(2) حُلول الفقرِ بساحاتِ المعيشة، وقال ابنُ عطاءِ الله: الصَّبر الوقوفُ مع البلاءِ بحسنِ الأدب ({إِنَّمَا}) ولأبي ذرٍّ: ”وقول اللهَ ╡: إنَّما“ ({يُوَفَّى الصَّابِرُونَ}) على تجرُّع الغُصص واحتمالِ البلايا في طاعةِ الله، وازديادِ الخير ({أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر:10]) قال ابنُ عبَّاس ☻ : «لا يهتدِي إليه حساب الحُسَّاب ولا يُعرف». وهو حالٌ من الأجر، أي: موفَّرًا، وذكر في القرآنِ في خمسة(3) وتسعين موضعًا (وَقَالَ عُمَرُ) بن الخطَّاب: (وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا بِالصَّبْرِ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”الصَّبر“ بإسقاطِ الخافضِ والنَّصب.
          وهذا وصلهُ أحمدُ في «كتاب الزُّهد» بسندٍ صحيحٍ عن مجاهدٍ، عن عمر(4).


[1] في (س): «على». قال الشيخ قطَّة ⌂ : هكذا في نسخ، وفي بعضها: «عن محارم».
[2] في (ص): «عند».
[3] في (د): «خمس».
[4] «عن عمر»: ليست في (د)، والمثبت موافق للفتح والعمدة.