إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع

          6551- وبه قال‼: (حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ) المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بْنُ مُوسَى) السِّيْنَانيُّ _بكسر المهملة وسكون التحتية وبنونين بينهما ألف_ أبو عبد الله المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا الفُضَيْلُ) بضم الفاء وفتح المعجمة، هو ابنُ غزوان، كما نسبه ابنُ السَّكن في روايتهِ، وليس هو الفضيل(1) بن عياض، وإن وقع في رواية أبي الحسن القابسيِّ عن أبي زيدٍ المروزيِّ؛ لأنَّ ابن عياضٍ لا رواية له عن أبي حازمٍ راوي هذا الحديث ولا أدركه، كما قاله أبو عليٍّ الجيانيُّ (عَنْ أَبِي حَازِمٍ) سلمان الأشجعيّ الكوفيِّ مولى عزَّة (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه(2) (قَالَ: مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ الكَافِرِ) بفتح الميم وسكون النون وكسر الكاف وفتح الموحدة، تثنية مَنكِب، مجتمعُ العضد والكتف (مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ المُسْرِعِ) ليعظمَ عذابُه ويُضاعف ألمُه، وفي «مسند الحسن بن سفيان» من طريق يوسف بن عيسى عن الفضلِ بن موسى بسنده المذكور هنا: «خمسة أيامٍ». وعند أحمدَ من حديث ابنِ عمر مرفوعًا: «يعظمُ أهلُ النَّارِ في النَّارِ حتَّى إنَّ بيَّن شحمةِ أذنِ أحدهِم إلى عاتقهِ مسيرةَ سبع مئةِ عامٍ(3)» وفي «الزُّهد» لابن المبارك بسندٍ صحيحٍ عن أبي هريرة: «ضرسُ الكافِرِ يومَ القيامَةِ أعظمُ من أُحدٍ، يعظمُون لِتَمتَلئ منهُم وليذُوقُوا العذَابَ» وحكمه الرَّفع؛ لأنَّه لا مجال للرَّأي فيه، والأخبارُ في ذلك كثيرةٌ لا نُطيل بسردها.
          وحديثُ الباب أخرجهُ مسلمٌ في «صفة النَّار» أعاذنا الله منها بوجهه الكريم، ومطابقته لما ترجم به(4) البخاريُّ هُنا للجزء الثَّاني من كون مَنكِبي الكافر هذا المقدار في النَّار؛ إذ هو نوع وصفٍ من أوصافهَا باعتبار ذِكر المحلِّ وإرادةِ الحالِّ.


[1] في (د): «الفضل».
[2] «أنه»: ليست في (د).
[3] «عام»: ليس في (ل).
[4] «به»: ليست في (د).