إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم}

          ░46▒ (بابُ قَوْلِهِ ╡: {إِنَّ}) ولأبي ذرٍّ: ”بابٌ“ بالتَّنوين ”إنَّ“ ({زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ}) أي: تحريكها للأشياءِ على الإسنادِ المجازيِّ، أو تحريك الأشياء فيها، فأُضيفت إليها إضافةً معنويَّةً بتقدير «في» أو من إضافةِ المصدرِ‼ إلى الفاعل، والمحذوف المفعول، وهو الأرض يدلُّ عليه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}[الزلزلة:1] وقيل: هي زلزلةٌ تكون قُبيل طلوع الشَّمس من مَغْربها، وإضافتها إلى السَّاعة؛ لأنَّها من أشراطها ({شَيْءٌ عَظِيمٌ}[الحج:1]) هائلٌ، ومفهومه: جواز إطلاق الشَّيء على المعدومِ؛ لأنَّ الزَّلزلة لم تقعْ بعد، ومن منعَ إيقاعه على المعدومِ قال: جعل الزَّلزلة شيئًا؛ لِتَيَقُّن وقوعها وصيرورتها إلى الوجود ({أَزِفَتْ الْآزِفَةُ}[النجم:57]) دنت السَّاعة الموصوفة بالدُّنوِّ في نحو قوله: ({اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}[القمر:1]) قال الزَّجَّاج: يعني: السَّاعة الَّتي تقوم فيها القيامة.