إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ويحك أوهبلت أوجنة واحدة هي؟

          6550- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) الجعفيُّ البخاريُّ، يقال: إنَّه مولى المؤلِّف ويُعرف بالمسنَديِّ قال: (حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو) بفتح العين، ابن المُهلَّب الأزديُّ، يُعرف بابن الكِرمانيِّ المَعْنِيُّ _بفتح الميم وسكون العين المهملة_ البغداديُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ) إبراهيمُ بن محمَّدٍ الفزاريُّ (عَنْ حُمَيْدٍ) بضم الحاء المهملة(1)، ابنُ أبي حميدٍ الطَّويل البصريُّ، اختُلف في اسم أبيه على نحو عشرة أقوالٍ، ثقةٌ مدلِّسٌ، توفِّي وهو قائمٌ يُصلِّي، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا) ☺ (يَقُولُ: أُصِيبَ) بضم الهمزة (حَارِثَةُ) بحاء مهملة ومثلَّثة، ابن سراقةَ بنِ الحارث الأنصاريُّ (يَوْمَ) وقعة (بَدْرٍ وَهْوَ غُلَامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ) الرُّبيِّع _بالتَّشديد_ بنت النَّضر عمَّة أنسٍ (إِلَى النَّبِيِّ صلعم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُ فِي الجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ) بالجزم فيهما (وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى) بالفوقية وثبوت النون، أي: وإن لم يكن في الجنَّة (تَرَى مَا أَصْنَعُ) من الحزن الشَّديد، و«ترى» بإشباع الراء وبعدها تحتية في الكتابة، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”تَرَ“ بغير تحتيَّة مع القصر مجزومٌ (فَقَالَ صلعم لَهَا: وَيْحَكِ) بفتح الواو وسكون التَّحتية بعدها حاء مهملة، كلمةُ تَرحُّمٍ وإشفاقٍ (أَوَهَبِلْتِ) بهمزة الاستفهام وواو العطفِ على مقدَّر وفتح الهاء وكسر الموحدة وسكون اللام، أي: أفقدت عقلك ممَّا أصابَكِ من الثَّكل بابنكِ حتَّى جَهلت الجنَّة (أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟) بهمزة وواو العطف على مقدَّر أيضًا، إنَّها (جِنَانٌ كَثِيرَةٌ) في الجنَّة (وَإِنَّهُ) أي: حارثة (لَفِي) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”في“ (جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ) وهي / أعلاها درجةً، و«الفردوس» البستان الَّذي فيه الكُروم والأشجارُ، والجمع: فراديس.
          والحديثُ سبقَ بسندِهِ ومتنهِ في «باب فضل من شهد بدرًا» من «المغازي» [خ¦3982].


[1] «المهملة»: ليست في (س).