إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أذكر أني خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع نتلقى رسول الله

          4426- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ) محمَّد بنَ مسلمَ ابنِ شهابٍ (عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ) ولأبي ذرٍّ ”سمعت الزُّهريَّ يقولُ: سمعت السَّائبَ بنَ يزيد ☺ “ (يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الغِلْمَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ نَتَلَقَّى) بفتح القاف المشددة (رَسُولَ اللهِ صلعم ) وثنيَّة الوَداع _بفتح الواو_ (1)‼: وهي ما ارتفع من الأرضِ، أو هي الطَّريقُ في(2) الجبلِ، وسُمِّيت بذلك لأنَّه صلعم ودَّعهُ بها بعض المقيمين بالمدينةِ في بعضِ أسفارهِ، وقيل: لأنَّه صلعم شيَّعَ إليها بعضَ سراياهُ فودَّعه عندَها، وقيل: لأنَّ المسافرَ من المدينةِ كان يشيَّعُ إليها ويودَّع عندَها قديمًا، وما قيل من أنَّهم كانوا يُشيِّعونَ الحاجَّ ويودِّعونهم عندَها ردَّهُ الحافظُ / أبو الفضلِ العراقيُّ وابنُ القيِّم: بأنَّ ثنيَّةَ الوداعِ إنَّما هي من ناحيةِ الشَّامِ، لا يراها القادمُ من مكَّةَ ولا يمرُّ بها إلَّا إذا توجَّه من الشَّامِ، وإنَّما وقعَ ذلك عند قدومهِ من تبوك، ويحتملُ أن تكونَ في جهةِ الحجازِ ثنيَّة أخرى.
          (وَقَالَ سُفْيَانُ) بنُ عُيينة _بالسَّند السَّابق_: (مَرَّةً) أخرى: (مَعَ الصِّبْيَانِ) بدل قوله الأوَّل: «مع الغلمانِ»، وهما بمعنى.


[1] من قوله: «إن الله أو قال: إن رسول الله صلعم يحملكم على هؤلاء» في الحديث رقم: (4415) إلى هنا: سقط من (د).
[2] في (ص): «من».