إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم

          4085- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ) بفتح العين، ابنِ فرُّوخ الحرَّانيُّ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمامُ (عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ) سويد المصريِّ (عَنْ أَبِي الخَيْرِ) مرثدِ بن عبد الله اليزنيِّ (عَنْ عُقْبَةَ) بن عامرٍ الجهنيِّ ╩ (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى) قتلَى (أَهْلِ(1) أُحُدٍ) زادَ في أول «غزوةِ أحدٍ» [خ¦4042] «بعد ثمان سنين». وسبقَ فيه ما فيه من البحثِ (صَلَاتَهُ عَلَى المَيِّتِ) أي: دعا لهم كدعائهِ / للميِّتِ إذا صلَّى عليهِ جمعًا بين الأدلةِ (ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى المِنْبَرِ فَقَالَ: إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ) بفتح الفاء والراء، أي: سابقُكُم إلى الحوضِ أهيِّئهُ لكم، وهذا كنايةٌ عن اقترابِ أجلهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه (وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ) بأعمالكم (وَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ) نظرًا حقيقيًّا بطريقِ الكشفِ (وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ _أَوْ: مَفَاتِيحَ الأَرْضِ_) بالشَّكِّ من الرَّاوي (وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا) باللهِ (بَعْدِي) أي: لستُ أخشى على جميعكم الإشراكَ بل على مجموعكُم؛ إذْ قد وقعَ ذلك من بعضِهم (وَلَكِنِّي) بالياء التحتية بعد النون المشددة، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”ولكن“ (أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا) بإسقاط إحدى التاءين، أي: ترغبوا (فِيهَا) أي: في الدُّنيا.
          وهذا الحديث قد سبق في(2) أول «غزوة أحد» [خ¦4042].


[1] «أهل»: ليست في (ص) و(م).
[2] «في»: ليس في (ص).