إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا}

          3809- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بالمُوحَّدة ثمَّ المُعجَمة المُشدَّدة، بندارٌ العبديُّ قال / : (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) محمَّد بن جعفرٍ (قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ) بن الحجَّاج يقول: (سَمِعْتُ قَتَادَةَ) بن دعامة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ☺ ) يقول: (قَالَ النَّبِيُّ صلعم لأُبَيٍّ) هو ابن كعبٍ: (إِنَّ اللهَ) ╡ (أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ) سورة ({لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}[البينة:1]) زاد أبو ذرٍّ: ”{مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}“ قراءةَ إبلاغٍ وإنذار، لا قراءة تعلُّمٍ واستذكار (قَالَ) أبيٌّ: (وَسَمَّانِي) اللهُ لك يا رسول الله؟ (قَالَ) ╕ : (نَعَمْ) سمَّاك لي، وعند الطَّبرانيِّ من وجهٍ آخر عن أُبيِّ بن كعبٍ قال: «نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى» (قَالَ) أنسٌ ☺ : (فَبَكَى) أُبيٌّ فرحًا وسرورًا، أو خوفًا ألَّا يقوم بشكر تلك النِّعمة، وإنَّما استفسره بقوله: «وسمَّاني» لأنَّه جوَّز أن يكون أمره أن يقرأ على رجلٍ من أمَّته غير مُعيَّنٍ فاخترتني أنت، وقال القرطبيُّ: خصَّ هذه السُّورة بالذِّكر؛ لِمَا احتوت عليه من التَّوحيد والرِّسالة والإخلاص والصُّحف والكتب المُنزَّلة على الأنبياء، وذكر الصَّلاة والزَّكاة والمعاد، وبيان أهل الجنَّة والنَّار مع وجازتها.
          وهذا الحديث ذكره المؤلِّف في «الفضائل» و«التَّفسير» [خ¦4959] [خ¦6960]، والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ في «المناقب».