إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إما لا فاصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة

          3794- وبه قال: (حدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المُسنَديُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيَيْنَةَ (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ) الأنصاريِّ أنَّه(1) (سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ☺ حِينَ خَرَجَ) أي: سافر يحيى (مَعَهُ) أي: مع أنسٍ ☺ (إِلَى الوَلِيدِ) بن عبد الملك بن مروان، وكان أنسٌ ☺ قد توجَّه من البصرة حين آذاه الحجَّاج إلى دمشق يشكوه إلى الوليد بن عبد الملك، فأنصفه منه (قَالَ) أي أنسٌ: (دَعَا النَّبِيُّ صلعم الأَنْصَارَ إِلَى أَنْ يُقْطِعَ) بضمِّ أوَّله وسكون ثانيه وكسر ثالثه، أي: يعطي (لَهُمُ البَحْرَيْنِ) البلد المشهور بالعراق على جهة الإقطاع، وكان ╕ صالح أهله وضرب‼ عليهم الجزية (فَقَالُوا) أي: الأنصار: (لَا) تُقْطِع لنا (إِلَّا أَنْ تُقْطِعَ لإِخْوَانِنَا مِنَ المُهَاجِرِينَ مِثْلَهَا، قَالَ) ╕ : (إِمَّا) بكسر الهمزة وتشديد الميم (لَا) والأصل: إن ما لا تريدوا ولا تقبلوا، فأُدغِمت النُّون في الميم، وحُذِف فعل الشَّرط فصار: «إمَّا لا» (فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي) أي: يوم القيامة على الحوض (فَإِنَّهُ) أي: إنَّ(2) إقطاع المال (سَيُصِيبُكُمْ) بالتَّحتيَّة بعد السِّين، ولأبي ذرٍّ: ”ستُصيبكم“ بالفوقيَّة، حال كونكم (بَعْدِي أَُثْـَرَةٌ) بضمِّ الهمزة وسكون المُثلَّثة وبفتحهما، ولأبي ذرٍّ: ”أثرةٌ بعدي“ بالتَّقديم والتَّأخير، أي: استئثارًا لغيركم عليكم.
          وهذ الحديث قد مرَّ في «باب ما أَقْطَعَ النَّبيُّ صلعم » [خ¦3163] من «الجزية».


[1] «أنَّه»: ليس في (م).
[2] «إنَّ»: ليس في (ص) و(م).