إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة تماثيل

          3225- وبه قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ)‼ محمَّدٌ المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بن المبارك المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابن راشدٍ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم ابن شهابٍ (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) بتصغير الأوَّل، ابن عتبة بن مسعودٍ: (أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ ☻ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ) زيد بن سهلٍ الأنصاريَّ (يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ) غير الحَفَظَة (بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ) يحرم اقتناؤه أو أعمّ، قيل: وامتناعهم من الدُّخول، لأكله(1) النَّجاسة وقبح رائحته (وَلَا صُورَةُ تَمَاثِيلَ) من إضافة العامِّ إلى الخاصِّ. قال النَّوويُّ: الأظهر أنَّ الحكم عامٌّ في كلِّ كلبٍ وكلِّ صورةٍ، وأنَّهم يمتنعون من الجميع، لإطلاق الحديث، ولأنَّ الجرو الَّذي كان في بيت النَّبيِّ صلعم تحت السَّرير كان له فيه عذرٌ ظاهرٌ لأنَّه لم يعلم به، ومع هذا امتنع جبريل من(2) دخول البيت، وعلَّله بالجرو.
          تنبيهٌ: قال الدَّارقطنيُّ: لم يذكر الأوزاعيُّ ابن عبَّاسٍ في إسناده، يعني: حيث روى هذا الحديث عن الزُّهريِّ عن عبيد الله، والقول قول من أثبته، قال: ورواه سالمٌ أبو النَّضر عن(3) عُبَيد الله بن عبد الله(4)، نحو رواية الأوزاعيِّ. قال الحافظ ابن حجرٍ: هو عند التِّرمذيِّ والنَّسائيِّ من طريق أبي النَّضر عن عُبَيد الله بن عبد الله قال: دخلت على أبي طلحة... نحوه، وأخرج النَّسائيُّ رواية الأوزاعيِّ فأثبت ابن عبَّاسٍ تارةً وأسقطه أخرى، ورجَّح رواية من أثبته. انتهى. واختار ابن الصَّلاح الحكم للنَّاقصة.
          وهذا الحديث / أخرجه المؤلِّف أيضًا في «بدء الخلق» [خ¦3322] و«المغازي» [خ¦4002] و«اللِّباس» [خ¦5949]، ومسلمٌ في «اللِّباس»(5)، والتِّرمذيُّ في «الاستئذان»، والنَّسائيُّ في «الصَّيد»، وابن ماجه في «اللِّباس».


[1] في (د): «لأجل».
[2] في (د): «عن».
[3] «عن»: سقط من (د).
[4] «بن عبد الله»: ليس في (ص) و(م).
[5] «ومسلمٌ في «اللِّباس»»: ليس في (ص).