الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه

          ░13▒ <باب: إذا نَامَ ولَمْ يُصَلِّ بَال الشَّيطان فِي أُذُنِه>
          قال الحافظ: هذه التَّرجمة للمستملي وحده، وللباقين (باب) فقط، وهو بمنزلة الفصل مِنَ الباب، وتعلُّقه بالَّذي قبله ظاهر. انتهى.
          وكتبَ الشَّيخ في «اللَّامع» قوله: (باب: إذا نام ولم يصلِّ) المراد به الصَّلاة المكتوبة، وإيراد الرِّواية لما فيه مِنْ ذكر النَّوم ليلته جمعاء، وإن كان الجزاء المذكور هاهنا لم يترتَّب على ترك التَّهجُّد، بل على كونه تَرَكَ المكتوبة. انتهى.
          وفي «تقرير المكِّيِّ» قوله: (ولم يصلِّ) يعني الصَّلاة مطلقًا لا التَّهجُّد ولا المكتوبة، وإنَّما قلنا كذلك لأنَّ حديث: (بالَ الشَّيطان) إنَّما هو في الفرض لا في التَّهجُّد، لكن النَّوم الكذائيَّ يستلزم فوت التَّهجُّد أيضًا، فلذلك جعل الحديث أعمَّ مِنَ التَّهجُّد والفرض، ورتَّب بول الشَّيطان في أذنه على فوت كليهما بالنَّوم، وإن كان هو في الحقيقة مرتَّبًا على فوت الفرض فقط... إلى آخر ما فيه.
          واختُلف في بول الشَّيطان فقيل: هو على حقيقته إذ لا مانع منه لأنَّ الشَّيطان يأكل ويشرب وينكح، وقيل: كناية عن سدِّ الشَّيطان أذن الَّذِي ينام عن الصَّلاة حتَّى(1) لا يسمع الذِّكر، وقيل: معناه أنَّه ملأ سمعه بالأباطيل، فحجب سمعه عن الذِّكر، وقيل: هو كناية عن ازدراء الشَّيطان به، وقيل: معناه أنَّ الشَّيطان استولى عليه واستخفَّ به حتَّى اتَّخذه كالكنيف المعدِّ للبول إذ مِنْ عادة المستخِفِّ بالشَّيء أن يبول عليه، وقيل: هو مثلٌ مضروب للغافل عن القيام لثقل النَّوم كمن وقع البول في أذنه، فثقَّل أذنه وأفسد حسَّه. انتهى مختصرًا مِنَ «الفتح»(2).


[1] قوله: ((حتى)) ليس في (المطبوع).
[2] فتح الباري:3/28 مختصرا