الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قيام النبي بالليل ونومه وما نسخ من قيام الليل

          ░11▒ (باب: قِيَام النَّبي صلعم بِاللَّيل...) إلى آخره
          كتبَ الشَّيخ في «اللَّامع»: الظَّاهر مِنَ التَّرجمة أنَّ قيام اللَّيل منسوخ مِنَ النَّبيِّ صلعم والأمَّة جميعًا. انتهى.
          وفي «هامشه»: كما يدلُّ عليه لفظ التَّرجمة (وما نسخ مِنْ قيام اللَّيل) بالإطلاق بعد ذكر قيام النَّبيِّ صلعم وهو ظاهر حديث عائشة عند مسلم قالت: ((إنَّ الله افترض قيام اللَّيل في أوَّل هذه السُّورة_ يعني {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزمل:1] _ فقام نبيُّ الله صلعم وأصحابه حَوْلًا، حتَّى أنزل الله في آخر هذه السُّورة التَّخفيف، فصار قيام اللَّيل تطوُّعًا بعد فَرْضيَّة))(1)، فهذا الحديث أيضًا بظاهره يعمُّ النَّبيَّ صلعم والأمَّة، وقد تقدَّم الخلاف في ذلك في أول كتاب التَّهجُّد.
          قال الحافظ: استغنى البخاريُّ عن إيراد هذا الحديث _لكونه على غير شرطه_ بما أخرجه عن أنس_يعني حديث الباب_ فإنَّه يدلُّ على أنَّه كان ربَّما نام كل اللَّيل، وهذا دليل التَّطوُّع، إلى آخر ما بسط في «هامش اللَّامع».
          ثمَّ يشكل على التَّرجمة التَّكرار بما تقدَّم مِنْ (باب: تحريض النَّبيِّ صلعم على قيام اللَّيل مِنْ غير إيجاب)، اللَّهمَّ إلَّا أن يقال: إنَّه محمول في حقِّ الأمة بدون التَّعرُّض عن حاله صلعم.


[1] صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة اللَّيل... ، رقم:746