الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب البكاء عند قراءة القرآن

          ░35▒ (باب: البكاء عند قراءة القرآن)
          قال الحافظ: قال النَّوَويُّ: البكاء عند قراءة القرآن صفةُ العارفين وشعار الصَّالحين، قال الله تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} [الإسراء:109] {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم:58]، والأحاديث فيه كثيرةٌ.
          قال الغزاليُّ: يُستحبُّ البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله أن يحصر(1) قلبه الحزن والخوف بتأمُّل ما فيه مِنَ التَّهديد والوعيد / الشَّديد والوثائق والعهود، ثُمَّ ينظر تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن فليبكِ على فقد ذلك، وأنَّه مِنْ أعظم المصائب.
          وقال الحافظ أيضًا تحت حديث الباب: وأخرج ابن المبارك في الزُّهد مِنْ طريق سعيد بن المسيِّب قال: ليس مِنْ يومٍ إلَّا يُعرَض على النَّبِيِّ صلعم أمَّتُه غدوةً وعشيَّةً، فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم، فلذلك يشهد عليهم. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((يحضر)).