الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب مد القراءة

          ░29▒ (باب: مدِّ القراءة)
          المدُّ عند القراءة(1) على ضربين: أصليٌّ وهو إشباع الحرف الَّذي بعده ألفٌ أو واوٌ أو ياءٌ، وغيرُ أصليٍّ: وهو ما إذا أعقب الحرف الَّذي هذه صفتُه همزةٌ، وهو متَّصلٌ ومنفصلٌ، فالمتَّصل ما كان مِنْ لفظ الكلمة، والمنفصل ما كان بكلمةٍ أخرى، فالأوَّل يؤتى فيه بالألف والواو والياء ممكَّناتٍ مِنْ غير زيادةٍ.
          والثَّاني يزاد في تمكين الألف والواو والياء زيادةً على المدِّ الَّذي لا يمكن النُّطق بها إلَّا به مِنْ غير إسرافٍ، والمذهب الأعدل أنَّه يُمَدُّ كلَّ حرفٍ منها ضعفَي ما كان يمدُّه أوَّلًا، وقد يزاد على ذلك قليلًا وما أفرط فهو غير محمودٍ، والمراد مِنَ التَّرجمة الضَّرب الأوَّل. انتهى مِنَ «الفتح».
          وقال القَسْطَلَّانيُّ: (باب: مدِّ القراءة) في حروف المدِّ وهي (و، ا، ي) المدُّ الأصليُّ الَّذي لا تقوم ذواتُها إلَّا به، ومباحث مقادير المدِّ للهمز للقرَّاء مذكورةٌ في الدَّواوين المؤلَّفة في ذكر قراءاتهم. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((القرَّاء)).