الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب تأليف القرآن

          ░6▒ (باب: تأليف القرآن)
          قال الحافظ: أي: جمع آيات السُّورة الواحدة، أو جمع السُّوَر مرتَّبةً في المصحف، وقال أيضًا: إنَّ ترتيب الآيات توقيفيٌّ إجماعًا، وترتيب السُّوَر اجتهاديٌّ، ولذا أجمعوا على جواز أن يَقرأ سورةً قبل سورةٍ بخلاف آيةٍ قبل آيةٍ. انتهى.
          والأوجَهُ عندَ هذا العبدِ الضَّعيف أنَّ المراد هاهنا ترتيب السُّوَر، فإنَّه كان مختلفًا في زمانه، فإنَّ ترتيب ابن مسعودٍ غير ترتيب عليٍّ وأُبيٍّ، وإليه أشار المصنِّف بذكر الرِّوايات في الباب.
          قوله: (فأَمْلَتْ عليه آي السُّوَر) قال العلَّامة القَسْطَلَّانيُّ: أي: آيات كلِّ سورة ٍكأنْ قالت له مثلًا: سورة البقرة كذا كذا آيةً، وهذا يؤيِّد أنَّ السؤال وقع عن تفصيل آيات كلِّ سورةٍ. انتهى.
          وقال الحافظ في شرح حديث الباب: وهذا كلُّه على أنَّ السُّؤال إنَّما وقع عن ترتيب السُّوَر، ويدلُّ على ذلك قولها له: (وما يضرُّك آية(1) قرأتَ قبلُ) ويحتمل أن يكون أراد تفصيل آيات كلِّ سورةٍ، لقوله في آخر الحديث: (فأملت عليه آي السُّوَر) أي: آيات كلِّ سورةٍ كذا مثلًا كذا كذا آيةً الأولى كذا الثَّانية... إلى آخره، وهذا يرجع إلى اختلاف عدد الآيات، وفيه اختلافٌ بين المدنيِّ والشَّاميِّ والبصريِّ، وقد اعتنى أئمَّة القرَّاء بجمع ذلك وبيان الخلاف فيه، والأوَّلُ أظهر، ويحتمل أن يكون السُّؤال وقع عن الأمرين، والله أعلم. انتهى.
          قلت: والظَّاهر [عندي] / في غرض المصنِّف ترتيب السُّوَر كما يدلُّ عليه روايات الباب، وإن كان المراد في هذا الحديث تفصيلَ الآيات مع احتمال أنَّها ♦ عدَّت الآياتِ استطرادًا، وغرض السُّؤال كان ترتيب السُّور.


[1] في (المطبوع): ((أيَّةً)).