التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب غسل دم المحيض

          ░9▒ بَابُ غَسْلِ دَمِ المَحِيضِ
          307- ذَكَرَ فيهِ حديثَ أَسْمَاءَ وقد سَلَفَ في بابِ غسلِ الدَّم [خ¦228].
          ثمَّ ذَكَرَ حديثًا آخَرَ فَقَالَ:
          308- حَدَّثَنَا أَصْبَغُ أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ الحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: (كَانَتْ إِحْدَانَا تَحِيضُ، ثُمَّ تَقْتَرِصُ الدَّمَ مِنْ ثَوْبِهَا عِنْدَ طُهْرِهَا، فَتَغْسِلُهُ وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ).
          وهذا الحديثُ انفردَ به البخاريُّ عن مسلمٍ، وأخرجَه ابنُ مَاجَهَ عن حَرْمَلَةَ بنِ يحيى عَنِ ابنِ وَهْبٍ فسَاوَى فيه البخاريَّ، وقالَ ابنُ عَسَاكِرَ في «أطرافِهِ»: موقوفٌ.
          و(أَصْبَغُ) هو ابنُ الفَرَجِ المصريُّ الفقيه، و(ابنُ وَهَبٍ) هو الإمامُ، و(عَمْرُو بنُ الحَارِثِ) أحدُ الأعلامِ، مصريٌّ، له غرائبٌ، مَاتَ سنةَ ثمانٍ وأربعينَ ومائةٍ.
          وسَلَفَ معنى القرصِ هناكَ، ونضحت ما لا دمَ فيهِ دفعًا للوسوسةِ، فإنَّه طهورٌ لِمَا يُشَكُّ فيه، وأردفَ الشَّيخُ هذا الحديث بحديثِ أَسْمَاءَ؛ لأنَّ في حديثِ أَسْمَاءَ: (ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ بِمَاءٍ)، فتَبَيَّنَ بحديثِ عَائِشَةَ أنَّ المرادَ به الغسلُ، وكلُّ ذلكَ دالٌّ على أنَّه ليسَ على الحائضِ غسلُ ثوبِها كلِّه، وإنمَّا تغسلُ ما تَحَقَّقَتْ نجاسته منه.