عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين
  
              

          ░57▒ (ص) بابٌ يَقُومُ عنْ يَمِينِ الإمَامِ بِحِذَائِهِ سَوَاءً إذَا كانَا اثْنَيْنِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ ترجمته: يقوم... إلى آخره، والضمير في (يَقُومُ) يرجع إلى المأموم بقرينة ذكر (الإِمَام).
          قوله: (بِحِذَائِهِ) (الحِذاء) ممدودًا: الإزاء والجَنْب.
          قوله: (سَوَاءً) أي: مساويًا، وانتصابه على الحال.
          قوله: (إذَا كانَا) أي: الإمام والمأموم، وقيَّد به؛ لأنَّه إذا كان مأمومان مع إمام؛ فالحكم أن يتقدَّم الإمام عليهما، وهكذا نُسخ «البُخَاريِّ»: <بابٌ: يقوم>، وقال ابن المُنيِّر: النُّسَخة: <باب مَن يقوم> بإضافة «الباب» إلى «من»، ثُمَّ تردَّد بين كون (مَن) موصولة أو استفهاميَّة؛ لكون المسألة مُختلَفًا فيها، وقال بعضهم: الواقع أنَّ «مَن» محذوفة، والسياق ظاهرٌ في أنَّ المُصنِّف جازمٌ بحكم المسألة، لا مُتردِّدٌ، انتهى.
          قُلْت: لا نُسلِّم أنَّ الواقع أنَّ (من) محذوفة، فكيف يجوز حذف (من) سواء كانت استفهاميَّة أو موصولة؟! والنُّسَخة المشهورة صحيحةٌ، ولا يُحتاج إلى تقدير وارتكاب تعسُّف، بل الصواب ما قلنا؛ وهو أنَّ لفظة (باب) مرفوعٌ على أنَّهُ خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هذا باب، وقوله: (يقوم) جملةٌ في محلِّ الرفع على أنَّها خبر مبتدأ محذوف، والتَّقدير: ترجمته: يقوم المأموم... إلى آخره، كما ذكرنا.