عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر الإقامة
  
              

          ░14▒ (ص) بابٌ كَمْ بَيْنَ الأَذانِ والإقامَةِ؟ ومَنْ يَنْتَظِرُ الإِقامَةَ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذكَر فيه كَمْ بين الأذان والإقامة، فحينئذٍ يكون (بابٌ) منوَّنًا مرفوعًا على أنَّهُ خبر مبتدأ محذوف، وقال بعضهم: أَمَّا «باب»؛ فهو في روايتنا بلا تنوين.
          قُلْت: ليتَ شعري! من هو الراوي له؟ فهل هو ممَّن يُعتَمَد عليه في تصرُّفه في التراكيب؟ وهذا ليس لفظَ الحديث حَتَّى يقتصر فيه على المرويِّ، وإِنَّما هو كلامُ البُخاريِّ، فالذي له يدٌ في تحقيق النظر في تراكيب الناس يتصرَّف فيه بأيِّ وجهٍ يأتي معه على قاعدة أهل النَّحْو واصطلاح العُلماء فيه، و(بابٌ) هنا منوَّنٌ، ووجهُه ما ذكرناه، ومُميِّز (كم) محذوف؛ أي: كم ساعةً؟ ونحو ذلك.
          قوله: (والإِقامَةِ) أي: إقامة الصلاة.
          قوله: (وَمَنْ يَنْتَظِرُ الإِقامَةَ) ليس بموجودٍ في كثير من النُّسَخ، وعلى تقدير وجوده يكون عطفًا على المقدَّر الذي قدَّرناه؛ تقديره: ويُذكَر فيه مَن ينتظر إقامة الصلاة.