الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ما لا يرد من الهدية

          ░9▒ (بابُ مَا لاَ يُرَدُّ) بتشديد الدال والبناء للمجهول (مِنَ الْهَدِيَّةِ) أي: بابُ بيانِ ما لا ينبغي أن يُرَدَّ منها.
          وقال في ((الفتح)): كأنه أشارَ إلى ما رواه التِّرمذيُّ بإسنادٍ حسَنٍ من حديثِ ابنِ عمرَ مرفوعاً: ((ثلاثةٌ لا تُرَدُّ: الوَسائدُ، والدُّهنُ، واللَّبنُ)).
          قال التِّرمذيُّ: أرادَ بالدُّهنِ الطِّيبَ، وإسنادُه حسَنٌ، لكنه ليس على شَرطِ البُخاريِّ، فلذا أشار إليه واكتفى بحديثِ أنسٍ أنه صلعم كان لا يَرُدُ الطِّيبَ، انتهى، وزادَ بعضُهمُ اللَّحمَ، وقد نظَمَها بعضُهم، فقال:
قَدْ كَانَ مِنْ سِيْرةِ خَيرِ الوَرَى                     صلَّى عَلَيهِ اللهُ طُولَ الزَّمَنْ
أَنْ لَا يُرَدَّ الطِّيبُ والمتَّكــــــى                     واللَّحمُ أَيْضاً يَا أَخِي واللَّبَنْ.