الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قبول الهدية

          ░7▒ (بابُ قَبُولِ الْهَدِيَّةِ) قال في ((فتح الباري)): كذا ثبتَ لأبي ذرٍّ، وهو تَكرارٌ بغيرِ فائدةٍ، انتهى.
          أي: بالنظرِ إلى الترجمةِ التي قبلَ هذه، وأمَّا بالنِّسبةِ لِما قبلَها فهي من ذِكرِ العامِّ بعد الخاصِّ كما اعترفَ به هو، فلو أبداه فيما قبلَها لم يُحتَجْ إلى تصوُّبه فيها عدَمُ ذكرِها، ثم رأيتُ العينيَّ اعترَضَ قولَه: تَكرارٌ بغير فائدةٍ، فقال: لا نسلِّمُ ذلك؛ لأن البابَ الذي ثبت في روايةِ أبي ذرٍّ على رأسِ حديثِ الصَّعبِ هديَّةُ الصَّيدِ خاصَّةً، وهذا أعمُّ، انتهى.
          وأقول: النُّسخُ هنا مختلفةٌ، حتى إنَّ ترجمةَ نُسخةِ ((الفتح)) هنا: <بابُ الهدية> بإسقاط: ((قَبول)) وعليه: فقد يقال: لا تكرارَ؛ لأنها في الهديَّةِ، والترجمةُ التي قبلَها في القَبول، فتأمَّل.
          ووقع للنَّسفيِّ: <بابُ مَنْ قَبِلَ الهديَّةَ> وهي أولى من ترجمةِ أبي ذرٍّ؛ لجوازِ أن يقال: غرَضُ البُخاريِّ منها بيانُ الذي يقبلُ الهديَّةَ، فهي مُغايرةٌ للتي قبلَها، وأمَّا على روايةِ أبي ذرٍّ؛ فهي مُكرَّرةٌ قطعاً، والأَولى إسقاطُ الترجمةِ هنا بروايتِهَا، كما وقعَ للأكثرِ، والله أعلم.