الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من استسقى

          ░4▒ (باب مَنِ اسْتَسْقَى) بالبناء للفاعل، والسين للطلب؛ أي: بابُ بيانِ حُكمِ مَن طلب من غيرِه ماءً أو لبناً أو غيرَه من المشروبات، وحُكمُه الجوازُ ممن تَطيبُ به نفسُه، وهذا أَولى مما اقتضاه كلامُ كثيرٍ من الشُّراح أنَّ ((باب)) غيرُ مضافٍ، وأنَّ ((مَن)) شرطيَّةٌ يُقدَّرُ جوابُها نحو: فما حُكمُه؟
          (وَقَالَ سَهْلٌ) بسكون الهاء؛ أي: ابنُ سعدٍ الساعديُّ الأنصاريُّ (☺: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلعم: اسْقِنِي) بهمزة وصل، ويجوزُ جَعلُها همزةَ قطعٍ مفتوحةً، ومفعول: ((اسقَني)) محذوفٌ؛ أي: اسقِني لبناً مثَلاً، وهذا التَّعليقُ وصلَهُ المصنِّفُ من حديثٍ أولُه: ((ذُكرَ للنبيِّ صلعم امرأةٌ من العربِ، فأمرَ أبا أُسيدٍ أن يُرسِلَ إليها)) وفيه: ((فقالَ النبيُّ صلعم: اسقِنا يا سَهلُ)) ثم ذكرَ حديثَ أنسٍ في تقديمِ الأيمنِ في الشُّربِ موصُولاً.