الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب فضل الجمعة

          ░4▒ (بَابُ فَضْلِ الجُمُعَةِ) قال القسطلاني تبعاً للعينيِّ وشيخ الإسلام: هذا شاملٌ لليوم والصلاة.
          وأقول: هذا ظاهرٌ على مَن يجوِّزُ استعمالَ المشترك في حقيقته ومجازه، أو المشترك في معنييه كالشَّافعية، بناءً على أنَّ لفظَ ((الجمعة)) حقيقةٌ في اليوم والصَّلاة، أو حقيقةٌ في الأول، مجازٌ في الثاني، وأما عند مَن لا يراه فهو من عموم المجاز.
          ووجهُ مطابقةِ حديث الباب للترجمة مِن جهة ما اقتضاه من مساواةِ المبادرِ إلى الجمُعة قبل خروجِ الإمام إليها للمتقربِ بماله على الوجه المخصُوصِ، فكأنه جمعَ بين عبادتين بدنيةٍ وماليةٍ، وهذه خصُوصيةٌ للجمعة لم تثبتْ لغيرها، ذكره في ((الفتح)).
          وأيضاً من جهة حضُورِ الملائكة لاستماع الخطبة.