نجاح القاري لصحيح البخاري

باب المرق

          ░36▒ (بابُ الْمَرَقِ) ترجم به إشارة إلى أنَّ له فضلاً على الطَّعام الثَّخين، ولهذا كان السَّلفُ يأكلون الطَّعام المُمَرَّق، وفي «صحيح مسلم»: من حديث أبي ذرٍّ ☺ رفعه: ((إذا طبخت قِدْراً فأكثر مرقها)). وفيه: ((فليُطْعِمْ جيرانَه)) وقد أَمَرَ النَّبيُّ صلعم بإكثارِ المَرَقِ لقصد التَّوسعة على الجيران، وأهل البيت والفقراء، والأمر فيه محمول على النَّدب.
          وقد روى التِّرمذي من حديث علقمة بنِ عبد الله المزني، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلعم : ((إذا اشترى أحدُكم لحماً فليكثر مرقته، فإن لم يجد لحماً أصابَ مرقه وهو أحدُ اللَّحمين)). ورَوَى أيضاً من حديث أبي ذرٍّ ☺ مرفوعاً وفيه: ((إذا اشتريت لحماً أو طَبَخْتَ قدراً فأكثر مرقته واغرف لجارك منه))، وقد قيل: إن فاتك اللَّحمُ فاشربْ المرقة.