نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الدباء

          ░33▒ (باب الدُّبَّاءِ) بضم المهملة وتشديد الموحدة ممدوداً، وهو اليقطينُ والقرع، وقد مرَّ ضَبْطُه وتفسيُره. ويحتمل أن يكون وضع التَّرجمة إشارة إلى أنَّ الدُّباء لها خاصيَّة تختصُّ بها فلذلك كان النَّبي صلعم يحبُّها. وروى الطَّبراني من حديث واثلة قال: قال رسول الله صلعم : ((عليكم بالقرع فإنَّه يزيدُ في الدِّماغ)).
          وفي «فوائد الشَّافعي» من حديث عائشة ♦، / قالت: قال رسول الله صلعم : ((إذا طَبَخْتِ فأَكْثِرِي فيه الدُّباء فإنَّه يشدُّ قلبَ الحَزين)).
          وقال الشَّيخ زين الدِّين العراقي: وفي بعض طُرق حديث أنس ☺: أنَّه يزيدُ في العقل. وفي بعض طُرق حديث أنس ☺ أيضاً في «مسند الإمام أحمد» أنَّ القَرعَ كان أحبَّ الطَّعامِ إلى رسول الله صلعم . وقد قيل: له خواص كثيرة منها جودة تغذيته، وهو من طعام المحرورين يُطفئ ويبرد ويُسَكِّن اللَّهب والعطش، جيِّد للصَّفراء ولم يتداو المحرور بمثله ولا أعجل نفعاً منه يلين البطن، ويزيد في الدِّماغ، وينفعُ البصر كيف استُعْمِل، إلى غير ذلك ممَّا يَطولُ استقصاؤُه.