نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه

          5028- (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكين، قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) هو: الثَّوري (عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ) بمثلثة بوزن جَعْفَر، ومنهم من ضَبَطَه بكَسْر المثلثة، وهو من ثقات أهل الكوفة من طبقة الأعمش، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وآخر في الجنائز [خ¦1369] من روايته عن سَعْدِ بن عُبيدة أيضًا، وثالث في مناقب الصَّحابة [خ¦3742]، وقد تقدما.
          (عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ) ☺ (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : إِنَّ أَفْضَلَكُمْ) وذكر في الطَّريق الماضي: ((خيركم))، ولا فرق بينهما في المعنى، إذ لا شكَّ أنَّ خيرهم هو أفضلهم. وفي رواية التِّرمذي من طريق بشر بن السَّري، عن سفيان: ((خيرُكم أو أفضلُكم)).
          (مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) بالواو، ويروى: <أو علَّمه> بأو، وقد تقدَّم توجيهه. وفي الحديث: الحثُّ على تعليم القرآن. وقد سُئل الثَّوري عن الجهاد وإقراء القرآن فرجَّح الثاني، واحتجَّ بهذا الحديث، أخرجه ابنُ أبي داود. وأخرج عن أبي عبد الرَّحمن السُّلمي: أنَّه كان يُقْرِئ القرآن خمسَ آيات خمس آيات.
          وأسندَ من وجه آخر عن أبي العالية مثل ذلك، وذكر أنَّ جبريل ◙ كان ينزلُ به كذلك، وهو مرسلٌ جيِّد، وشاهدُه قد تقدَّم في تفسير المدَّثر [خ¦4926]، وفي تفسير سورة اقرأ [خ¦4953].