نجاح القاري لصحيح البخاري

باب اغتباط صاحب القرآن

          ░20▒ (بابُ اغْتِبَاطِ صَاحِبِ الْقُرْآنِ) الاغتباط من الغِبطة، يقال: غَبَطت الرجل أَغْبطه غَبْطًا: إذا اشتهيتَ أن يكون لك مثلُ ما له، وأن يدومَ عليه ما هو فيه، وحسدتُه أحسدُه حَسدًا: إذا اشتهيتَ أن يكون لك مثله، وأن يزولَ عنه ما هو فيه.
          واعْتَرَضَ على هذه الترجمة الإسماعيليُّ: بأنَّ صاحب القرآن لا يغتبطُ نفسه، بل يغتبطه غيرُه.
          وأجابَ عنه الحافظُ العسقلاني: بأنَّ مراد البخاري: أنَّ الحديث لما كان دالاًّ على أنَّ غيرَ صاحبِ القرآن / يغتبطُ صاحب القرآن بما أُعطيه من العمل بالقرآن فاغتباطُ صاحب القرآن بعملِ نفسه أولى.
          وتعقَّبه العيني: بأنَّه قد عُلِمَ أنَّ الغبطةَ اشتهاءُ مِثْلِ ما أُعْطِيَ غيرُه، وكيف يُتَصَوَّرُ اغتباط من أُعْطِيَ مثل ما أعطي غيره، والأحسن فيه تقدير محذوفٍ في الترجمة؛ أي: باب اغتباط الرَّجل صاحب القرآن. انتهى.
          وحاصله: أنَّ المصدر مضاف إلى المفعول أو مصدر المجهول، فافهم.